فوجئ المتنزهون وزوار كورنيش سيهات أمس الاول بانتشار بقعة سوداء مصحوبة بروائح كريهة في مياه البحر، مصدرها قنوات التصريف التي تصب في البحر، وذلك بعد أسبوعين فقط من انتشار بقعة حمراء في ذات المنطقة، اتضح لاحقا أنها مادة كيميائية يشكل الديزل 50 % منها. البعقة السوداء التي انتشرت في المياه دفعت العديد من المتنزهين وزوار الكورنيش إلى مغادرة الموقع لانبعاث روائح كريهة جدا من الموقع. وفي السياق طالب نائب رئيس جمعية صيادي جعفر الصفواني، بالكشف على محطات معالجة الصرف الصحي التي تمتلكها وزارة المياه في المنطقة الشرقية، لاسيما وان معظم مياه الصرف الصحي التي يتم التخلص منها في مياه البحر لا تخضع للمعالجة، نظرا لمحدودية الطاقة الإنتاجية لمحطات المعالجة التي أنشئت منذ فترة طويلة. مقدرا حجم المياه غير المعالجة التي يتم التخلص منها في مياه البحر بنحو 60 % - 80 % تقريبا، مشددا على ضرورة التخلص من محطات المعالجة الثنائية واعتماد المعالجة الثلاثية، رغم أنها أصبحت غير معتمدة عالميا في الوقت الراهن، حيث يتم اعتماد المعالجة الرباعية، معتبرا انتشار الروائح الكريهة أمس في كورينش سيهات دلالة على الآلية غير النظامية للتخلص من مياه الصرف الصحي. وأكد على أهمية الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات الصارمة بحق الجهات المسببة لتلويث البيئة البحرية، داعيا في الوقت نفسه لانتهاج سياسة الشفافية بالنسبة للآلية المتبعة في التخلص من مياه الصرف الصحي في مياه البحر، لاسيما وأن هناك غموضا كبيرة لدى الكثير من المهتمين حول طريقة تخلص الوزارات التي تمتلك شبكات متصلة بالبحر بشأن الطريقة المستخدمة في التخلص من المياه وحجمها يوميا أو شهريا أو سنويا.