دعاني بعض الأخوة المشتغلين في المجتمع الرياضي إلى المشاركة في حوار رياضي عقب إعلان قرعة نهائيات كأس أمم آسيا 2015 م التي من المقرر أن تحتضنها أستراليا. لبيت النداء وانخرطت في الحوار الذي بدا وكأنه يدور في اتجاهين مختلفين، وقد ضم الحضور نخبة من وجهاء وأعيان المجتمع الرياضي. * في البداية تحدث فريق من المجتمعين عن المشروع الرياضي بكل تفاصيله ومكوناته ليجمع على ضرورة وأهمية أن نعد منتخبنا قويا للمنافسة ولا نغفل قوة المنافسين، فيما تحدث أصحاب الاتجاه الآخر عن «المزايا» التي تمنح لبعض الأندية المحلية باستثناء فريقه الذي ينتمي إليه على حد تعبيره، حاشدا كل الشواهد والأدلة التي تدعم صحة أقواله وظنونه. الحوار لم يدم طويلا نظرا لطغيان الفريق المتحدث عن منح المزايا لفريق على حساب آخر، ومحاولة إقصاء المتحدثين عن المشروع الرياضي، لينتهي الحوار من وجهة نظري قبل أن يبدأ، وزاد الطين بله عندما يحشدون مفردات وعبارات لا تنتمي إلى الحراك الرياضي، وتتنافى مع القيم الرياضية مثل: دق الخشوم والدعس .. ونحن وأنتم وفي نص الجبهة . لا أدري من المستفيد من عدم بناء رؤية وحدوية في إطار الحياة المدنية، تقضي على ثقافة أحادية التفكير التي تظهر جليا عند كل لقاء، وتزداد حدة عند كل حدث من شأنه التقارب أو التلاقي نتطلع من خلاله إلى مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا لمكونات أي مشروع يكون الجميع شريكا في بنائه. حقيقة لا أدري لماذا طغت لغة التراشق بين الرياضيين مؤخرا بدلا من لغة التسامح حتى أضحت سمة من سماته، وأصبحت محاولة إقصاء الآخرين منهجا يتبعه البعض رغم أنه يمارس نفس السلوك والتصرف الذي اعتاد كثير من المجتمع السعودي على ممارسته أثناء دخوله «السوبر ماركت» ومروره بجوار «خيشة الرز» لابد أن يوجه لها لكمه خطافية. فعلا لا أدري لماذا انشغل الوسط الرياضي بجزئيات وتفاصيل صغيرة تسببت في تباعد أفراده عن بعض ونحن مجتمع واحد كثير من أمهاتنا مازلن يؤدين نفس السلوك وهن يتحدثن بالتلفون، ويقمن برسم خارطة العالم على الزولية، ويهتممن بتلقيط كل الأعواد وتنظيف كل الفتات من حولهن والتصفيق على الركب وفي مكالمة واحدة. أليس نحن مجتمع واحد يأكل نصف «التميس» قبل الوصول إلى البيت، ويقوم بإضافة الماء على «الشامبو» إذا نفد من القارورة، ونجد راحة البال في الحارة وبجوارنا كيبل كهرباء مكشوف أكثر من فرحتنا بزيارة شلالات نياجرا ونحن زعلانيين .