رأى الخبير في شؤون الخليج والباحث في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين الدكتور جيدو شتاينبرج أن الملفات التي ستتم مناقشتها خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة ستشكل تحولا حيويا في مصير المنطقة، لما لهاتين الدولتين من ثقل وتأثير في السياسة الإقليمية والدولية. واعتبر أن الثقة المتبادلة بين المملكة والإدارة الأمريكية، من شأنه أن يعمل على توطيد الاستقرار في المنطقة، لافتا إلى أن الملف النووي الإيراني وتأثيره على المنطقة بشكل عام سيكون على قمة جدول أعمال النقاش. وأفاد أن الرئيس أوباما سيحتاج إلى الاستماع إلى وجهة النظر السعودية، حيال ما يجري من تحولات في المنطقة. مؤكدا أن ملف السلام في الشرق الأوسط سيكون في أجندة الحوار، لاسيما بعد تصريحات أمريكية مفادها أن عملية التفاوض بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي قد تطول مما يعرقل مشروع إطار السلام. وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة بالتعاون مع الولاياتالمتحدة والدول المحبة للسلام لمحاربة الإرهاب، قال إن هناك تعاونا قائما فعلا وأن المرحلة القادمة تتطلب مزيدا من هذا التعاون وتطويره معتبرا أن بناء الثقة بين الجانبين. فيما قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية الأوروبية والعربية الدكتور فولفجانج فوجل إن زيارة الرئيس الأمريكي تأتي في توقيت هام جدا، ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة ظروفا قاسية وتتطلب مواقف حاسمة فإنه من الأهم جدا أن تتشاور الولاياتالمتحدة مع المملكة والتنسيق معها في مستقبل المنطقة. وأضاف: أعتقد أن الإدارة الأمريكية تتفهم الموقف السعودي في الأزمة السورية والولاياتالمتحدة تعلم جيدا المركز الاستراتيجي للمملكة في المنطقة، لذا ستستمع إلى وجهة النظر السعودية بدقة حول تداعيات المنطقة الأمنية والسياسية. وعن إمكانية وجود توافق روسي أمريكي لتجنيب المنطقة المزيد من الاهتزازات، قال إننا بصدد مواجهة تنافسية بين واشنطن وموسكو، وفي الوقت نفسه نرى أن القوتين غير مستعدتين لأي مواجهات تؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة لأن تكاليف هذا التوتر لن يتمكن أي من الأطراف تحمله. وفيما يتعلق بالدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة بالتعاون مع واشنطن في إرساء المحبة والسلام ومواجهة الإرهاب، أوضح الخبير أن هناك جهودا سعودية حثيثة في مكافحة الإرهاب، والتعاون الدولي في هذا الصدد أمر ضروري ومطلوب، وأرى أن الولاياتالمتحدة تدرك هذا الأمر ودور المملكة فيه. إلى ذلك، قالت البروفيسورة كلاوديا كمفرت، رئيسة قسم الطاقة والبيئة في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية في برلين ومحاضرة في شؤون الطاقة البديلة، إن ملف النفط على وجه التحديد هو محط تفاهم من الطرفين، خصوصا أن المملكة دولة مؤثرة وتعرف التزاماتها الدولية الاقتصادية فضلا عن السياسية. وحول الملف النووي الإيراني قالت كمفرت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تهتم حاليا بالتوصل إلى حل سلمي في الملف النووي الإيراني وتنتظر من إيران أن تقوم بتعاون إيجابي في هذا الصدد، مشيرة إلى أن هذا الاختبار للنوايا الإيرانية مازال قائما، إلا أن الولاياتالمتحدة لن تسمح لإيران الحصول على النووي، إلا أنها بحاجة إلى توضيحات عملية لدول المنطقة.