جددت الأمطار التي شهدتها تبوك البارحة الأولى الخلاف بين أمانة المنطقة وإدارة المياه، وكشفت الأمطار تدني خدمات البنية التحتية، ما أدى لطرح تساؤلات كثيرة عن مشاريع التصريف والإجراءات الاحترازية التي تعلن عنها أمانة المنطقة كل عام، ووجد كثير من الموظفين صعوبة في دخول مقار عملهم في ظل تواجد كميات كبيرة من المياه في الشوارع المحيطة لها. وتساءل المواطنون عن مشاريع التصريف التي تتغنى بها أمانة المنطقة على مدى السنوات الماضية. ورصدت جولة «عكاظ» المأساة التي عانى منها الأهالي، فيما استنفرت أمانة المنطقة طاقاتها أمس لمعالجة تراكم كميات المياه، وعملت الآليات على شفط تلك المياه وتسهيل حركة السير في الطرقات. وبين المواطن نايف البقمي من سكان حي السليمانية أن التقاطعات داخل الأحياء امتلأت بالمياه، مشيرا إلى أن غرف التصريف كانت مغلقة، ما جعل المياه تتراكم بكميات كبيرة، مؤكدا أنه كان يجب على أمانة المنطقة تنظيف غرف التصريف بشكل مستمر تأهبا لأي حالات مطرية. أما المواطن علي العنزي فاستغرب من عدم استفادة الأمانة من أخطاء العام السابق، حيث شهدت تبوك أمطارا غزيرة تسببت في خسائر مادية كبيرة وجريان للسيول، ما أدى لتجمعات كثيرة في الشوارع والميادين وخاصة في الأحياء الجنوبية التي تشهد المعاناة في الأماكن نفسها، مشيرا إلى أن الوضع مازال كما هو من حيث سوء عمليات التصريف. كما أن هطول الأمطار أدى لتجدد الخلاف بين الأمانة ومياه تبوك حول مناهل تصريف الأمطار، حيث إن الأمانة فتحت مناهل التصريف التابعة لمياه المنطقة لتصريف الأمطار التي هطلت أمس، وفي تصريح سابق لمدير مديرية المياه في المنطقة المهندس صالح الشراري أوضح أن فتح مناهل المياه التابعة لهم من قبل أمانة المنطقة، جاء وفق اجتهادات شخصية فردية كان من الممكن أن تضر بالمواطنين لعدم تهيئتها لتصريف مياه الأمطار، وعدم تحملها لكثافة المياه الغزيرة التي هطلت على تبوك، وأبان المهندس الشراري أنه تم إقفال المناهل بعد ورود الخبر لهم مباشرة. من جهته، أكد ل«عكاظ» المهندس محمد العمري أمين أمانة المنطقة أن الأمانة لم تخالف الأنظمة المتبعة في فك تلك المناهل في حال حدوث أمطار غزيرة تفرض معها حالة الطوارئ، مستغربا في الوقت نفسه التصريحات التي أطلقتها مصلحة في منطقة تبوك.