كم كنت أنتظر بشوق صباح يوم الخميس، تحديدا الساعة العاشرة صباحا حيث كانت إذاعة القرآن الكريم تبث عبر أثيرها برنامجها الأسبوعي (أطروحتي) وهو عبارة عن مناقشة لرسائل الدكتوراه والماجستير في عدة جامعات من خلال حلقات مسجلة. وكعادة المناقشين للرسالة فإنهم يبدأون بالتعريف بالطالب وما بذله في الرسالة من جهد ويثنون عليها ويبينون إيجابياتها وفي نهاية المقدمة يقول الأستاذ المناقش: ومع هذا كله إلا أن الكمال عزيز والنقص والخطأ لابد منه فهذه من طبيعة البشر. فعلى أرباب الوزارات والمؤسسات أن يعلموا أن قضية النقد الإعلامي برمتها مجرد مناقشة رسالة، الغرض منها الوصول للكمال وتصحيح الأخطاء كما هي عادة المناقشين للرسائل الأكاديمية، فلا يقصد منها تجريح أو تشكيك في شخص الموظف داخل هذه الوزارة أو تلك، ولكن للوصول للكمال أو قريب منه، وما يتعلق من إثارة العامة على المخطئ والمقصر فهذه ليست بدعا من القول أو الفعل. وأخيرا.. فالجميل في برنامج أطروحتي وبعد هذا الكم من الانتقادات والمناقشات تعلن النتيجة في نهاية الحلقة ودائما ما تكون النتيجة هي حصول الطالب على درجة امتياز مع مرتبة الشرف، وأحيانا توصية من إدارة الجامعة بطباعة الرسالة. فهل يا ترى وزاراتنا ومؤسساتنا تستحق هذه الدرجة بعد كل هذه المناقشات ومع هذه الانتقادات، وما عسانا أن نوصي به؟!