كنت أعتقد أن الوسط الرياضي ممتلئ بالأسئلة أكثر من امتلائه بالإجابة، حتى جاء حوار الرئيس العام لرعاية الشباب نواف بن فيصل في برنامج «أكشن يادوري» مع المذيع اللامع وليد الفراج ليكشف ويجيب على كل الأسئلة العالقة ، ومتجاوزا ما كان يظنه البعض بأن هناك قضايا رياضية تصنف ضمن دائرة المسكوت عنه . ففي إجابة على سؤال قال الأمير نواف « إن هناك حرية كبيرة في الطرح الإعلامي، لكنها غير منضبطة، وهذا أمر غير محمود إطلاقا». عندما ندقق ونتمعن في إجابة «الأمير» فعلا نجد الناقد الرياضي هو من وضع نفسه في هامش غير منضبط بتبنيه « ثقافة المزايا» لا « ثقافة الحقوق» . فتتبع واصطياد مواطن الضعف والقصور وجوانب الخلل ليس هواية ولا رغبه مجردة، بل هو من صميم الوظيفة النقدية للناقد الرياضي، ولكن «شخصنة» الأعمال، والعمل كمندوب لناد ضد آخر بدلا من العمل لوسيلته الإعلامية ..... وغيرها من المسارات غير المنضبطة جعلت كثيرا من المشتغلين في الإعلام الرياضي لا يجيدون النقد والرؤية والمراجعة المستمرة التي تصب في النهاية في مصلحة المشروع الرياضي. وفي إجابات أخرى كشف «الأمير» عن أن المال هو أساس التعصب الرياضي كالمراهنات الحاصلة في الدول الغربية، وأن هناك ميلا في الوسط الرياضي إلى التشكيك في المعلومة الصحيحة، وتصديق المعلومة الخاطئة، وأن الرياضة السعودية يوجد بها ارتفاع للطموح، وانخفاض المردود المالي. بالتأكيد يواجه المشروع الرياضي في بلادنا تحديات ومعوقات كغيره من المشروعات التنموية الأخرى، منها ما هو مستورد وما هو داخلي، وتظل حلول المعوقات الداخلية أكثر صعوبة، لكن لم يعان المشروع الرياضي في الفترة الحالية أكثر مما عانى من «المال السائب» الذي حسب على إدارة المشروع الرياضي، وصنف كهدر مالي وهو في الحقيقة كما كشف «الأمير» جاء مرتبطا بالميول والمراهنات والمماحكات بين أشخاص «كل مؤهلاتهم أنهم أثرياء» . إذن من حق المجتمع الرياضي أن يطالب بتوظيف إيجابي لتلك الأموال، وأن ترتقي المنجزات إلى مستوى الإنفاق، وأن يتم تحويل الإعانة الحكومية إلى رواتب لتوظيف الشباب خصوصا أن «الأموال السائبة» تبحث عن تحقيق منجز محلي وليس وطنيا، فمن غير المنطق أن يتجاوز عقد لاعب 40 مليونا وسجله الرياضي يخلو من تحقيق مكاسب وطنية . من عيوب المجتمع الرياضي أنه لا يقدر النقد كممارسة منتجة أكثر من ولعه بمعرفة ميول نواف بن فيصل هل هو نصراوي أم هلالي ؟، ولا يهمه أن الرئاسة العامة قلبت أولوياتها بطريقة جعلت المجتمع وأفراده هم أساسها ومقصدها ، أكثر من حماسه بسؤال «الأمير» لماذا يلبس المشلح؟. !!Article.extended.picture_caption!!