•• تنعقد القمة العربية ال(25) في الكويت عصر اليوم وسط أجواء ضبابية شديدة الغموض بسبب مظاهر الخلاف الواضحة بين أكثر من دولة عربية وخليجية واحدة.. •• فالرئيس المصري «عدلي منصور» الذي حضر القمة مبكرا يوم أمس وإن حرص على تهيئة الأجواء في هذه القمة لصالح عقد القمة القادمة في القاهرة بعد تنازل دولة الإمارات العربية عن استضافتها لصالحها.. إلا أنه سوف يعبر في خطابه المرتقب عن مسحة التفاؤل التي تتطلع إليها بلاده في ضوء إتمام بقية فقرات خارطة المستقبل، واعدا الجميع بانتخابات رئاسية برلمانية نزيهة.. وداعيا الاستثمارات العربية والسياح العرب للعودة إلى مصر بقوة.. متغاضيا في ذلك عن الشعور المصري بالمرارة تجاه المواقف والسياسات التي انتهجتها بعض الدول العربية تجاه بلاده.. •• وحسب مصادر كويتية موثوقة.. فإن جهودا تبذل في الوقت الراهن لإجراء لقاء جانبي بين «الرئيس المصري» وأمير دولة قطر بعيدا عن كاميرات التلفزيون وأضواء وسائل الإعلام المختلفة وإن لم يتأكد بعد ذلك حتى الآن.. •• كما تسعى الدوائر الكويتية المختصة للجمع بين ممثلي الدول الخليجية الثلاث (المملكة والإمارات والبحرين) مع أمير قطر.. الذي تتوقع بعض المصادر عدم حضوره رغم تأكيدات مشاركته حتى الآن.. غير أن أحدا لا يستبعد عدم إتمام هذا اللقاء لعدم التوصل إلى اتفاق مبدئي على أجندة عمل مستقبلية واضحة لتعامل مختلف بين هذه الدول والشقيقة قطر.. •• وعلى جانب آخر.. تبذل مساعٍ عربية أخرى للجمع بين نائب الرئيس العراقي.. «الدكتور خضر الخزاعي» وبين مسؤولين رفيعي المستوى في كل من المملكة وقطر.. لاحتواء التصريحات العراقية الأخيرة التي صدرت عن رئيس الوزراء نوري المالكي واتهم فيها البلدين بدعم الإرهاب لكن جميع المؤشرات تدل على أن فرص عقد مثل هذا اللقاء ضعيفة للغاية ليس لاستياء البلدين الخليجيين من المالكي فحسب وإنما لعدم رضائهما عن ما يجري داخل العراق أيضا.. وبما يُنذر بكارثة هناك.. •• وعلى مستوى البحث في مستقبل عملية السلام.. فإن الرئيس الفلسطيني «أبو مازن» حريص على الاجتماع مع الجانب السعودي بالقمة بهدف التنسيق والتشاور وتبادل الرأي حول استثمار زيارة «أوباما» القادمة للرياض يوم الجمعة القادم في دفع عملية السلام أماما وفي ضمان التوصل معه إلى الحد المطلوب لتحقيق مشروع قيام دولة فلسطين ذات سيادة كاملة بعاصمتها القدسالشرقية.. ومن المتوقع أن يستمع الرئيس أبو مازن إلى تأكيدات كافية من الجانب السعودي على أن قضية فلسطين ستكون على رأس قائمة أولويات اللقاء الهام.. بكل تأكيد. •• وليس مستبعدا أن يجتمع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في العاصمة الكويتية بسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خلال هذه القمة للوقوف على حقيقة الوضع الراهن في اليمن وسط تأكيدات سعودية بأن المملكة مستمرة في وقفتها إلى جانب اليمن واستقرار اليمن ووحدة اليمن وسلامة الشعب اليمني بمواجهة كل المحاولات الرامية إلى تعطيل مسيرة الوفاق والتآلف وإعادة بناء الدولة اليمنية القوية بتضافر جهود الجميع بوجه التدخلات الخارجية.. •• وهناك أحاديث قوية عن اجتماعات ثنائية أو جماعية قد تعقد بين دول مجلس التعاون الخليجية على هامش هذه القمة بهدف تعزيز أوجه التعاون فيما بينها ورسم خطوط العمل المشترك في المرحلة القادمة والحد من تأثير المستجدات على التعاون والتنسيق الشاملين بين دول المجلس.. وربما يتقرر عقد اجتماع قريب.. أو إقامة سلسلة اتصالات رفيعة بين أكثر من عاصمة خليجية خلال الفترة القريبة القادمة بهدف احتواء الصدع في البيت الخليجي والحد من تأثيراته على ما تحقق من الإنجازات في إطار المجلس ومؤسساته المختلفة. •• وتعتبر القمة فرصة سانحة لعقد لقاءات جانبية أخرى بين بعض الدول العربية مثل تونس وليبيا.. ولبنان وبين مصر وكل من فلسطين ولبنان.. وليبيا.. والسودان.. بهدف تحسين مستوى التعاون بين الجميع. •• غير أن الشغل الشاغل لأكثر من دولة عربية هو: شغل الكرسي السوري ومحادثات جنيف.. وهو ما سيكون محل نقاش مستفيض داخل أروقة القمة بين ممثل أكثر من دولة عربية وبين «أحمد الجربا» ووفد المعارضة إلى القمة وذلك بعد أن تقرر ترك المقعد شاغرا في هذه القمة نتيجة خلافات عربية - عربية.. •• وسوف تدفع هذه الاتصالات إلى حسم هذا الموضوع.. ودعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري لشغل هذا المقعد.. بعد اتصالات ومناقشات جانبية وبالذات بين كل من رئاسة القمة وكل من ممثلي العراق والجزائر المعارضين لهذا التوجه.. وقد يتوصل إلى الاتفاق على أسس ومبادئ لشغل هذا المقعد في القمة القادمة في حالة إصرار النظام السوري على رفض الدخول في المرحلة الانتقالية المتفق عليها في مؤتمر جنيف/1. •• أجواء القمة - بصورة عامة - ليست صحية.. وإن واصل الكويتيون هنا اتصالاتهم وجهودهم المضنية لإضفاء مسحة أمل تنعكس على أجواء القمة.. ستتضمنها كلمة الشيخ صباح الأحمد الصباح الافتتاحية.. بالرغم من شدة التناقضات الطاغية داخل أروقة القمة ومقرات إقامة رؤساء الوفود وحتى في الشارع الكويتي.