واهمون من يظنون ان كل شباب السيارات المعدلة مجرد هواة شغب ومغامرة. صحيح ان هواجس كثيرة تحيط بكل شباب المركبات المجنونة التي تنهب الشوارع نهبا صباح مساء.. لكن الحقيقة الغائبة ان في بعض هؤلاء خيرا كثيرا، اذ تكشف ان بعضهم يستخدمون سياراتهم تلك في انشطة اجتماعية وانسانية لم تكن في حسبان احد. نعم الشغف بتعديلات السيارات وتحويلها الى كائنات غريبة اشبه بأطباق الفضاء وصل الى حدود لا سقف لها حتى تبدلت المركبة الآتية الى هيكل مختلف في كل شيء، وهو الامر الذي دعا «عكاظ الاسبوعية» للتوغل الى عمق هذا العالم الغريب والغوص في اسراره حيث رافقت احدى المجموعات الشبابية وحاورت بعضهم. وكانت ضربة البداية مع الدكتور عبدالله يماني الذي اوضح أن المجموعة التي ينتسب لها تحمل سجلا تجاريا وتعمل بصفة رسمية وتشارك في النشاطات والمناسبات الاجتماعية منها مواكب لدعم الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير التذاكر المجانية لهم لدخول المواقع السياحية والترفيهية الى جانب كثير من الأنشطة التي تخدم هذه الفئات. «معدّلة» تتبرع بالدم يماني يضيف ان المجموعة شاركت بنحو 150 عنصرا في التبرع بالدم لكن هناك مصاعب تواجه الفريق حيث تعترضهم الدوريات المرورية وتسحب مركباتهم وتفرض غرامات ومخالفات مثل تغيير اشكال دواليب السيارات ولونها. ويطالب الجهات المختصة بدعم انشطتهم التوعوية وتقديم التسهيلات لهم وعدم اعتراضهم بصورة غير موضوعية. يماني الذي يملك سيارة معدلة لا يستطيع استخدامها الا في المهرجانات والاعمال الطوعية اذ انه يستخدم اخرى في المناسبات الاجتماعية وغيرها وهو ما يحدث لغالب افراد المجموعة. عبدالإله أبو بكر أجرى تعديلات أساسية في سيارته، وأنفق عليها عليها نحو 20 ألف ريال ويأمل في مزيد من التعديلات والإنفاق، ويشير إلى أن الألوان الغريبة تعد من أبرز الإضافات التي أضافها على مركبته حيث يمكنه الآن السير بها وهو متأكد أن سيارته متفردة في لونها وشكلها، مؤكدا ان شغفه بهذا الامر بدأ منذ ايام الدراسة ويامل من جهات الاختصاص الاعتراف بهم والسماح لهم بالمشاركة في الفعاليات والمهرجانات السياحية. ويتفق معه في الرأي جاسر السهلي الذي يكشف وجود تعاون وتواصل مع هواة منطقة الخليج. حرية محدودة «عكاظ الأسبوعية» شهدت تجمع مجموعة (ديفرنت) للسيارات المعدلة، اذ شارك الفريق في العديد من المهرجانات في جدة وخارجها، وهي من أشهر المجموعات حيث تضم أكثر من فريق في مختلف الاتجاهات والابداعات. وتحدث بندر العمري رئيس المجموعة مطالبا بتطبيق لائحة تنظيمية تسمح لهم بالتحرك بحرية خصوصا ان بعض الجهات تطلب منهم المشاركة في الفعاليات المتعددة ومع ذلك لا يسمح لهم بالتحرك بحرية. وزاد ان السيارات المعدلة تستنزف الكثير من المال، حيث تبدأ التكلفة من 10 آلاف ومنها ما يصل إلى 200 ألف ريال، وتتم الاستعانة ببعض المواد الخام من الخارج ومعظم التغييرات تتمحور في المظهر الخارجي ومقاس الإطارات وتعديل أبواب المركبة والإنارة وإضافة بعض الرافعات فيها، مشيرا إلى أن الشركات التي تتكفل بالمهرجانات تنظر للأمور بربحية وتقوم بتقليل المبالغ التي يستحقها الشباب أثناء المسيرة ما يدعو اصحاب المركبات الى الاعتذار عن المشاركة. فواز النجار ينتقد من يظنون ان تعديل السيارات فيه خرق للقانون ومضيعة للأموال وهي ليست كذلك بل هواية مثل كل الهوايات التي تبرز قدرات الشباب، والهواية منتشرة في كل العالم ففي أمريكا مثلا، تلقى هذه الفئة الاهتمام والرعاية وتحدد لهم مواقع للتجمع ليبرزوا مواهبهم، ويتم دعمهم من وكالات السيارات، بينما لا يجد المبدعون السعوديين أي دعم. بندر الصائبي أحد مؤسسي المجموعة يشرح العمل التنظيمي للفريق ويقول انه منقسم الى مناصب ادارية ومهام محددة لكل عضو مع ضوابط صارمة في السلامة ومراعاة قواعد الانضباط.