معلق الخليج الصوت السعودي الفريد الذي نطقت به ميادين الهجن العربية الأصيلة، ولم يسمع صدى صوته المميز في وطنه المملكة إلا في بدايته، حيث لم يمكث في عقر داره طويلا.. إنه المعلق في قنوات أبو ظبي الرياضية نايف سعود البلوي النجم الحائز على لقب أفضل معلق في الخليج لسباقات الهجن العربية الأصيلة ولقب الحنجرة الذهبية. «عكاظ» تستضيف البلوي، في هذه المساحة، بعد أن اخترقت حاجز صمته الذي دام سنوات، كان خلالها بعيدا بصوته عن الإعلام السعودي، لتسأله: لماذا طال صمته. في البداية من هو نايف البلوي؟ نايف بن سعود بن محمد البلوي، مواليد 1408 من أبناء منطقة تبوك (الورد) معلق في قنوات أبو ظبي الرياضية لسباقات الهجن العربية الأصيلة متزوج وأب لطفلة. ما الذي دفعك إلى التوجه للتعليق على الهجن.. وما سر تعلقك بها؟ والدي من ملاك الهجن بمنطقة تبوك، وكنت منذ الصغر أذهب معه إلى مضاربها، وهذه كانت بداية تعلقي مع الإبل، وكبر عشقها معي، فكنت أعلق عليها بيني وبين ذاتي في البداية حتى أتتني الفرصة في إحدى المرات بدعم الأهل والأصدقاء انطلقت وعمري 17عاما من ميدان منطقة تبوك، وبدأت التعليق السباقات، فأصبحت مطلوبا دائما في منطقة تبوك وفي الخليج للتعليق، وكانت هذه أولى خطوات مستقبلي، ودائما البدايات هي الأصعب، ولكن تظل دائما الأجمل، على الرغم أنني ما زلت أعتبر نفسي في البدايات. كيف كان وصولك لقناة أبو ظبي؟ أوصلتني لقناة أبو ظبي أشرطة الفيديو، عند تعليقي على سباقات الهجن في ميدان العرفا بالطائف وفي ميدان تبوك، وبحمد لله، انتقلت بعدها إلى ميدان الشحانية في قطر، والآن في نادي الوثبة وقناة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. ما الذي أضافته لك قناة أبو ظبي بعد انتقالك إليها؟ انتقالي لقناة أبو ظبي هو بداية عملي الاحترافي في التعليق، فهي من أوصلت نايف البلوي إلى أقوى ميادين الخليج، تلك الميادين التي تتوق كل نفس معلق ليصدح بصوته عبرها، قناة أبو ظبي هي صاحبة الفضل بعد الله. هل تعتبر نفسك في البدايات وأنت تتربع على عرش التعليق؟ نعم، ما زلت في البدايات وأعني ما أقول، لأنني لم أحقق إلا اليسير من طموحاتي في مجالي. لا يوجد لك أي حضور في الإعلام السعودي.. ما الأسباب؟ أنا بعيد تماما عن الإعلام السعودي؛ بسبب بعد الإعلام عن هذه الرياضة، وعدم اهتمامه في سباقات الهجن على عكس ما تشهده دول الخليج، الإعلام السعودي لم أر له أي تواجد أو أي دعم لي ولا لزملائي في هذا المجال، مع الأسف، على الرغم من أن إنجازات المواطنين السعوديين كبيرة جدا في سباقات الهجن، أتمنى من وطني الغالي الاهتمام بهذه الرياضة كاهتمامه بالفروسية وكرة القدم، ولا أخفي تفاؤلي وأملي بأن هذه الرياضة سترى النور قريبا في المملكة. هل قدمت لك عروض من قبل القنوات السعودية؟ قدم لي عرض خجول جدا قبل فترة، ولكن لم يرتق للمأمول من إعلام وطني. هذا يعني أننا لن نراك عبر الإعلام السعودي؟ لا يوجد إعلامي ولا معلق ولا أي مواطن، إلا ويتمنى أن يخدم وطنه من خلال منابرها الإعلامية متى ما وجد الدعم الكافي كما أسلفت لرياضة سباقات الهجن عندها ستجدونني أول المشاركين والداعمين في المملكة، وأنا معلق محترف يهمني في الدرجة الأولى المناخ العملي والمنبر الجيد، وكل هذا وجدته من خلال عملي في قناة أبوظبي وبارتياح شديد ولله الحمد. يقول البعض إن هذه الرياضة خاصة بفئات محددة في المجتمع، وليست لها جماهيرية كبرى؟ بالعكس.. لرياضة سباقات الهجن جماهيرية وشعبية لن يعرف قيمتها إلا من يقترب من أسوارها المفتوحة للجميع، وأدعو أي مشكك بالاقتراب والنظر بعينه عن كثب لهذه الرياضة سيجد ما يذهله، صدقني. أبرز الدعم الذي تلقاه نايف سعود في مسيرته؟ تكريم سمو رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان، بتقديمه هدية قيمة تعكس تشجيعه واهتمامه الواسع بهذه الرياضة، أيضا دعم وتكريم من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي الرجل الذي شجعني على الاستمرار، وسمو الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان رئيس اتحاد سباقات الهجن الخليجية قدم درعا يعتبر من أغلى ما أملك الآن، ودعم أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كذلك دعم الجمهور الكريم، ودائما أطمح لأن أكون إضافة لهذه الرياضة المحببة لقلبي. هل سنرى نايف خلف كبينة التعليق على كرة القدم؟ أنا من محبي كرة القدم ومتابع جيد لها وأجيد التعليق عليها، ولكن تجربتي الأولى في سباقات الهجن وتميزي أخذني بعيدا بها، من الممكن أن اتجه مستقبلا لرياضة كرة القدم ليس بعيدا، فالقادم أتركه لقدر الله. رسالة إلى من هم في بدايتهم في مجال التعليق لسباقات الهجن؟ الشباب الذين لديهم رغبة وهواية للتعليق على سباقات الهجن، عليهم أولا الثقة في أنفسهم وعدم النظر في إحباطات من حولهم لمواهبهم، استمروا واعلموا أن العمل والمسيرة ليست بسهلة المثابرة والجيد سيبقى دائما. كلمة أخيرة؟ شكرا لوالدي ووالدتي، شكرا قناة أبو ظبي، ولكل من دعمني في البدايات وما زال داعما لي من ملاك الإبل ومن الجمهور الكريم في وطني الغالي المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج، وآمل أن أكون على قدر ثقة الجمهور الكريم وأتشرف بكل أطروحاتهم وانتقاداتهم.