نزف البكاء دموع عينك فاستعر عينا لغيرك دمعها مدرار من ذا يعيرك عينه تبكي بها أرأيت عينا للبكاء تعار سكون مهيب يملأ المكان.. وأصوات المؤذنين الجميلة تتردد في السماء.. لتلتقطه آذان المرافقين لحبيب القلوب محمد سراج عطار إلى مثواه الأخير. قال: جاءت لحظة الوداع.. جاءت لتقطع ما اتصل.. وتطفئ ما اشتعل.. لذلك فحين يحين الوداع.. فإن هنالك انشطارا حادا في الروح.. وانكسارا قاسيا في المشاعر.. وثمة زخات حارقة من دموع تهطل على وجنات مرتعشة.. وشفاه ترتعش عاجزة عن الكلام.. ونحيب في الروح يكشف عن عمق الفجيعة وعن حزن مزق السكون فصرخ بالألم!! وقال: نعم.. بكيناك وبكاك الأهل بدموع الحزن.. ودموع الشجن.. حزن القلب.. دموع لا يراها أحد.. دموع لا يعلمها إلا الله الواحد الفرد الصمد.. تشي بها قسمات وجه تائهة.. ونظرات عين شاردة وأطراف أصابع باردة!! .. والقلب إذا بكى يرتعد الجسد ويرتعش البدن!! وأطباء العاطفة قالوا: إن البكاء فرج من عند الله في إخراج الأفيونات من خلايا المخ.. تعبيرا عن قيمة الدموع في تقليل الآلام والأحزان التي رسمت ظلالها على جميع محبيه. تغمدك الله بواسع رحمته.. وأسكنك فسيح جناته.. صبرا آل عطار. قالوا: الزهور حتى لو سقطت.. يبقى شذاها!