في الوقت الذي يفتقد المحامون من يلجأ إليهم من أصحاب القضايا للترافع أمام المحاكم، يلتقط (الدعوجية) أصحاب القضايا للمرافعة أمام القضاة.. فهم يمتلكون أدق التفاصيل في أروقة المحاكم ويعرفون (مزاجيات) القضاة.. ويشبههم المحامون بالأفاعي.. حيث يجيدون نفث سمومهم في التوقيتات المناسبة للإيقاع بالضحايا في فخاخهم. ويصفهم محامٍ آخر بالعازفين الموسيقيين الماهرين الذين يجيدون العزف على أوتار الأوراق القضائية.. فالمسموح لهم بالمرافعة في (3) جلسات فقط، فيلجأون لأسلوب اللف والدوران فيحضرون جلستين فقط ويتغيبون عند الثالثة، ليبدأ العد من نقطة الصفر كسبا للوقت لتعطيل اتخاذ الرأي القضائي.. ورغم تعليمهم البسيط، إلا أنهم يتفوقون على أطباء علم النفس، فيقرأون نفسيات ضحاياهم من المختصين، كذلك يجرون دراسة لنفسيات القضاة وأمزجتهم، فيتقدمون للقضايا التي تتماشى مع نفسية القضاة في ذلك اليوم. ويلتقط (الدعوجية) ضحاياهم من أمام بوابة المحكمة أو في صالات الانتظار.. فهم يجيدون أيضا فن التمثيل، فتشاهد أحدهم يهنئ آخر في كسب قضية وهمية وينقده (ربطة فلوس).. وتتعدد المشاهد الكوميدية، لكن من باستطاعته رفع دعوى على أحد الدعوجية؟.