جلس على الشاطئ ينتظر لحظات الغروب بلهفة ليوثقها بعدسته، فاللحظة الجميلة لا بد أن تقترن بصورة تعبر عنها، أجمل لحظة يعيشها هي أجمل صورة يبدع فيها، يحلم بالوصول إلى العالمية من خلال عدسته، وأن يضع بصماته ويترجم أفكاره بعينيه. يقول مرعي الشهري عن شغفه بالتصوير: «لا شك أن التصوير هوايتي المفضلة وعشقي للكاميرا يتخطى الحدود، وكثيرا ما أحب أن أوثق لحظات الشروق والغروب على الكورنيش بعدستي، كما أن الكورنيش أحيانا يمتلئ بالمناظر التي تستحق التصوير، وبالمناسبة فإن الكاميرا لا تفارقني، وترافقني في كل مكان أذهب إليه، لأن هناك مشاهد عابرة قد أصادفها على الطريق ولا بد أن أصورها بعفوية فالصورة التي تفقد عفويتها تفقد بالتالي قيمتها، كما أن عنصر التوقيت والتمركز مهم جدا للمصور، وبالنسبة لي أهوى تصوير البحار والجبال وكل منظر طبيعي، ومن الممكن أن يلتقط ألف مصور نفس المشهد ولا بد أن واحدا منهم هو الذي سيتميز، ويلتقط أفضل صورة»، ويتابع: «ومن هنا يضع المصور بصمته، فالصورة في تصوري ليست مشهدا نراه ثم ننساه، بل هي لحظة كاملة لا بد أن يعيشها المصور ثم ينقل تفاصيلها إلى المشاهد، فكما أن الكفيف من أكثر الأشخاص الذين يمتلكون إحساسا قويا، فإن المصور المبدع من أكثر الأشخاص الذين يمتلكون رؤية جيدة وبصرا حادا يلائم المشهد الذي يقوم بتصويره»، وعن أمنياته المستقبلية يقول: «أطمح في الوصول إلى العالمية وترك بصمتي في هذا المجال، وأعتبر أني لا زلت في بداية المشوار، وأسعى إلى تطوير نفسي وصقل موهبتي قدر الإمكان، كما أعتقد أن للممارسة دور كبير وأحاول دائما الاستفادة من أخطائي، والتعلم من تجاربي، ولاشك أن التقنية سهلت كثيرا من طرق التعلم وأصبح في متناول كل شخص أن يشاهد ما يشاء من الدروس المجانية ويتواصل مع مصورين ومبدعين من ثقافات مختلفة ليستفيد من انتقاداتهم ويتعلم من خبراتهم» ويختم: «المصور هو عبارة عن شخص مفكر لا بد أن يضيف بإبداعه ويغذي بأفكاره الصورة التي يلتقطها والمشهد الذي يوثقه بعدسته».