انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المتاحف التراثية الشخصية والتي يهدف أصحابها الى المحافظة على التراث القديم من خلالها، سواء القطع الأثرية نادرة الوجود، أو البيوت الطينية القديمة والتي يتم ترميمها وإعادة بناء المهدوم، منها لتكون مزارا لزوار المنطقة أو المدينة وحتى المحافظة.. «عكاظ» زارت في مدينة عنيزة وتحديدا في حي الملاح متحف الصالحي التراثي. يقول مؤسسه فهد بن علي الصالحي الذي أسسه منذ سنتين، إنه يعاني من إهمال هيئة السياحة والآثار لمتحفه بالرغم من ما بذله من جهد كبير للحفاظ على تراث الوطن، حيث اشترى المنزل الذي عليه المتحف بمزاد علني بمبلغ 250 ألف ريال باعتبار أن المنزل نفسه أثري، حيث صرف عليه حوالى المليون ريال إلى جانب أن القطع التي فيه أحضرها من المزادات المنتشرة في المملكة وقد دفع فيها مبالغ باهظة. واستطرد الصالحي يقول: «يحضر لي زوار من جميع مناطق المملكة، وهدفي غير ربحي بطبيعة الحال وهو خدمة لتراث الوطن ويكفي انه جمع كبار السن الذين لم يروا بعضهم البعض منذ أكثر من ثلاثين عاما، كما أنني أملك رخصة من السياحة وهو الشيء الوحيد الذي استفدنا منه منهم كما أننا نحتاج لدعم مادي بطبيعة الحال من قبل السياحة ما سيعيننا على التطوير والتطور. من جهته أكد مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بالقصيم المكلف إبراهيم بن علي المشيقح، أن دعم الهيئة لأصحاب المتاحف الخاصة بمنطقة القصيم لم يغب في أي يوم من الأيام، مشيرا إلى أن فرع القصيم مثله مثل كل الفروع يعمل على خدمة أصحاب المتاحف الخاصة من خلال زيارتها المستمرة وتقديم الدعم الفني اللازم، بترخيصها أولا عن طريق الهيئة، مبينا أنه تم ترخيص عدد 7 متاحف حتى الآن في المنطقة وهي خاضعة للأنظمة والاشتراطات المطلوبة. وقال المشيقح، إنهم يعملون في الهيئة على التنسيق مع الشركاء مثل البلديات والمحافظات للمساهمة في تهيئة مواقع المتاحف، إلى جانب وضع لوحات إرشادية توجيهية لهذه المتاحف بالشراكة مع أمانة المنطقة ووزارة النقل، كذلك إشراك أصحاب المتاحف في دورات تدريبية تقيمها الهيئة داخل وخارج المنطقة لزيادة المهارات لدى أصحاب المتاحف، كذلك إشراكهم في زيارات استطلاعية تقيمها الهيئة خارج المملكة للاطلاع على التجارب الناجحة في الدول المجاورة. وأكد المشيقح، أن الهيئة تسدد بعض رسوم الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء، كما تعمل على التنسيق مع الأمانة والبلديات لمن يرغب منهم الحصول على أرض لإقامة متحفه بإيجار رمزي وفق اتفاقية الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، إلى جانب إشراكهم في الفعاليات والبرامج السياحية.