أرجع فرع وزارة الزراعة بمنطقة جازان ارتفاع معدلات حفر الآبار في المنطقة إلى فشل مشاريع المياه التي لم تلب حاجة المواطن في إيصال المياه إلى منازلهم، وأوضح ل «عكاظ» مصدر مطلع في فرع وزارة الزراعة بجازان أن انتشار حفر الآبار في المنطقة ليس وليد الوقت الحاضر بل هو من سنوات طويلة ماضية واستمر حتى الوقت الحالي. وأضاف: ليس للمواطن ذنب في ذلك ما دام يبحث عن مصدر مياه يروي به عطشه في ظل فشل مشاريع المياه في المنطقة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه للمواطنين الذين أثقلت كاهلهم مصاريف الصهاريج، ليتجهوا بعدها إلى حفر الآبار على حسابهم الخاص، مما أدى إلى استغناء عدد منهم عن مشاريع المياه التي طال انتظارها والتي تجاوزت مطالبهم بها أكثر من 15 عاما. لكن المتحدث الإعلامي في المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان علاء خرد، نفى ل «عكاظ» تلك الاتهامات، مستبعدا أن يكون أسباب انتشار حفر الآبار في المنطقة هو قلة مشاريع المياه أو تأخرها، معتبرا حفر الآبار من حق المواطنين، على أن يكون ذلك بضوابط واشتراطات معينة يتم الرجوع في ذلك إلى المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان واستخراج التراخيص اللازمة لها، مشيرا إلى أن معظم رخص الآبار المطلوب استخراجها لأراضي زراعية، مؤكدا أن إدارته معنية بالآبار التي تخصها، محذرا من حفرها دون استخراج التراخيص اللازمة تجنبا لتطبيق لائحة الغرامات. 127 مشروعاً وأضاف خرد أن تكلفة مشاريع المياه في المنطقة بلغت أكثر من 10 مليارات ونصف المليار ريال، حيث تم الانتهاء من 127 مشروعا، ويجري تنفيذ 116 مشروعا، وطرح 243 مشروعا آخر، مبينا أنه تمت تغطية كل من مدينة جازان وقراها ومحافظات أبو عريش وصبيا وضمد وأحد المسارحة وصامطة والدرب وبيش والعيدابي وبني مالك والداير وقراهم، وأجزاء من المناطق الجبلية بطول شبكات مياه تصل لأكثر من 6556 كم. من جانبهم، أبدى عدد من المواطنين عدم قناعتهم بتبريرات مسؤول المياه، مشيرين إلى أن معظم محافظات وقرى جازان لم تصلها المياه منذ عدة سنوات، معبرين عن تذمرهم من فشل إيصال المياه إلى منازلهم مما حدا بهم إلى حفر آبار داخل منازلهم على حسابهم الخاص، لتنتهي معها معاناة الانتظار لمشاريع المياه التي لم يشاهدوها سوى في بعض اللوحات المنتشرة في الشوارع، والتي تشير إلى مشاريع للمياه مع أنها متعثرة منذ عدة سنوات. انقطاع 18 عاماً وقال ل «عكاظ» يحيى محمد لجأت إلى حفر بئر داخل منزلي بعد انقطاع مشروع المياه منذ 18عاما عن منزلي والمنازل الأخرى، حيث بلغت تكاليفها أكثر من 27 ألف ريال، مما جعلني أكتفي من المياه بعد انتظار تلك السنوات الطويلة لمشاريع المياه. وأوضح كل من أحمد عبدالله ومحمد عطيف وحسين دهل من إحدى القرى جنوب أبو عريش، أن حفر الآبار قضت على معاناة طويلة مع إيصال المياه إلى منازلهم عندما لجأ مجموعة من أهالي القرية الواحدة لجمع المبالغ المالية الكافية لحفر بئر في القرية. وعن كيفية حفر تلك الآبار بدون أخذ موافقة الجهات المختصة اعترف عدد من الذين حفروا آبارا للسقيا، أنهم تقدموا بطلبات لحفر الآبار إلا إن الاشتراطات وقفت عائقا في الحصول على الترخيص مما أجبرنا على الاتجاه إلى عملية الحفر بدون ترخيص، خاصة أن الفترة المفضلة لحفر الآبار تكون في فترة الليل وذلك بعيدا عن أعين الرقابة من قبل الجهات الحكومية. سياج للحماية وعن مخاطر المخالفة برر تركي صائغ بالحاجة إلى المياه، هي ما دفعتهم إلى حفر تلك الآبار، مشيرا إلى أنهم يعملون على حماية الآبار بالسياج حفاظا على سلامة أفراد أسرته. وأضاف أن المنطقة التي يسكن بها تنتشر بها الآبار العشوائية خاصة القديمة والتي قام بحفرها الآباء والأجداد للشرب منها أو لري ماشيتهم، حيث باتت تهدد حياة الناس لما لها من أخطار كبيرة، خاصة أن فتحة البئر تتجاوز السبعة أمتار، داعيا الجهات المعنية إلى سرعة إغلاق تلك الآبار قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه.