فشل المراقبون الدوليون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا السبت في دخول القرم للمرة الثالثة بعدما وجهوا بعيارات نارية تحذيرية، فيما تدرس موسكو تعليق حق الدول الغربية في تفتيش ترسانتها النووية. وفي شرق أوكرانيا الناطق بالروسية الذي شهد اضطرابات في الأيام الأخيرة، حشدت تظاهرات آلاف من مناصري التقارب مع موسكو وخصوصا في دونيستك وخاركيف، في حين تظاهر مئات من المناهضين لروسيا في سيمفيروبول عاصمة شبه جزيرة القرم التي ستشهد في 16 اذار/مارس استفتاء في شأن الانضمام إلى روسيا أو عدمه. وبعد فشلين الخميس والجمعة، حاول 54 مراقبا دوليا تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمرة الثالثة السبت دخول جمهورية القرم التي تسيطر عليها القوات الروسية، لكنهم أخفقوا. واضطر المراقبون المدنيون والعسكريون إلى العودة أدراجهم على مقربة من نقطة ارميانسك للتفتيش بعدما صوب مسلحون أسلحتهم في اتجاه الموكب ثم أطلقوا النار في الهواء ثلاث مرات، وفق مصدر في البعثة. دبلوماسيا، ورغم مشاورات مكثفة طوال الأسبوع، لم يتوصل الغربيون والروس إلى مخرج لاسوأ أزمة في علاقاتهم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي العام 1991. وقال مسؤول أمريكي إن وزير الخارجية جون كيري أبلغ نظيره الروسي أن أي خطوات روسية لضم القرم الأوكرانية سيغلق الباب أمام الدبلوماسية. من جهة ثانية عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما والقادة الأوروبيون الذين تباحث معهم هاتفيا صباح السبت حول الوضع في أوكرانيا، مجددا عن «قلقهم الشديد إزاء الانتهاك الواضح للقانون الدولي من قبل روسيا». وقال البيت الأبيض في بيان إن القادة جددوا تأكيد «دعمهم لسيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية»، واتفقوا على «ضرورة أن تعيد روسيا قواتها إلى ثكناتها وقبول انتشار مراقبين دوليين في القرم وتشكيل سريع لمجموعة اتصال» للحوار بين أوكرانياوروسيا. في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أنها تدرس تعليق عمليات التفتيش الأجنبية لترسانتها من الأسلحة الاستراتيجية، بما فيها الصواريخ النووية، وذلك ردا على «التهديدات» التي مصدرها الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي. وصباح السبت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده منفتحة على حوار «صادق وعلى قدم المساواة» مع القوى الغربية، فيما كررت كييف استعدادها لإجراء «اتصالات على كل المستويات» مع موسكو. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في وقت لاحق أن لافروف ناقش مع نظيره الأمريكي جون كيري الوضع في أوكرانيا والقرم في اتصال هاتفي بينهما. وجاء في بيان مقتضب للخارجية الروسية أن الاتصال تم بمبادرة من كيري واتفق المسؤولان «على متابعة اتصالاتهما المكثفة لإفساح المجال أمام التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية».