لفت الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور فولفجانج فوجل في تصريح ل «عكاظ»، إلى أن حلف شمال الأطلسي يعيش في حيرة حقيقية، مما يمكن أن يترتب عنه مواجهة مع موسكو. موضحا أنه فيما يخص أوكرانيا، فإن الجزء الجنوبي من شبه جزيرة القرم هو جزء من النفوذ الروسي منذ عهد خروشوف، ويوجد خلافات حول هذا الموقع تعود لمئات السنين. وأضاف: إن الأزمة الراهنة تتعلق باهتمام الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي بشراكة مميزة مع أوكرانيا قد تصل إلى حد ضم أوكرانيا، الأمر الذي يعني بالنسبة لروسيا وصول قوات الناتو إلى الحدود الروسية أو إلى أبواب الكرملين، كما يتردد اليوم في بعض وسائل الإعلام الغربية. ولذلك، فأن عملية احتلال روسيا للقرم وضمها لروسيا يمكن اعتبارها تاريخيا ولأسباب أخرى، خطوة حتمية لاحتمالات توسيع الاتحاد الأوروبي ومن ثم حلف الأطلسي لضم أوكرانيا إليها كشريك استراتيجي. وعن ارتباط الأزمة الأوكرانية بالأزمة السورية، قال فوجل: إن شبه جزيرة القرم تشكل الجسر الاستراتيجي للنفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن فقدان روسيا لهذا الموقع الاستراتيجي الهام سيقلل من نفوذها في منطقة تشهد صراعات كبيرة ويتم فيها توزيع الأدوار. بدوره، صرح البروفوسور الدكتور كلاوس سيجرس أستاذ علوم شرق أوروبا بجامعة هومبولدت في برلين، أنه لا ينبغي تجاهل خطورة الوضع في شبه جزيرة القرم، معتبرا أن الأزمة الراهنة والتحرك الروسي ما هما إلا قنبلة موقوتة. وحذر البروفوسور من مغبة احتمالات التقسيم، معتبرا أن التقسيم سيؤدي إلى تفكيك الارتباط الجغرافي وظهور الأثنيات العديدة المتواجدة في شبه الجزيرة وفي أوكرانيا، مما يجعل المسألة تتشابه مع مشكلة أوسيتسيا الوسطى وجورجيا وأيضا مشاكل دول البلقان. ورأى سيجرس، أن المخاطر تكمن في محاولات ضم أوكرانيا إلى الغرب، وطلب من الأوساط الأوروبية الحذر في هذا الأمر وترك القرار للأوكرانيين، انطلاقا من أن التصور بتقسيم أوكرانيا إلى قسمين هو مجرد احتمالات غير مضمونة، والأوفر حظا هو تفتيت البلاد وبلقنته، وهو الأمر الذي سيشكل خطورة ليس فقط على المنطقة الأوروبية والروسية، وإنما على المنطقة العربية أيضا. وأكد، أن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا هو أمر ينبغي وضعه كأولوية للدبلوماسية الدولية، لا سيما أن أوكرانيا يمكن أن تكون سلة الغذاء لدول المنطقة ولدول الشرق الأوسط على السواء.