بمجرد أن يتوقف تطبيق الواتسأب عن العمل ولو لساعة واحدة فإن الجميع يعلم بذلك وتبدأ الاتصالات بين الناس للتأكد من توقفه بينما يقوم البعض بمحاولة ضبط إعدادات جهازه لعل الصدفة تعيد الخدمة ولو لدقائق بسيطة تمكنه من إرسال ما كان يود إرساله قبل التوقف! في مجتمعنا أصبح الناس يتهافتون على تلك التطبيقات التي تسهل لهم التواصل ذلك التواصل الذي يسرع عملية نقل الأخبار وتبادل الصور وإبداء الرأي حول الأحداث مع إضافة البهارات والنكهات التي قد تنقل الخبر من مساحة المصداقية إلى مساحة القذف والاتهام والذي يطال أشخاصا بعينهم. أكاد أجزم لو أن ذلك التطبيق كان استخدامه مقتصرا على الفائدة وكل ما يخدم الناس ويثري حياتهم لما وجد انقطاعه ذلك الاهتمام الكبير والذي أصبحنا نستشعره من قبل الكثيرين بعد فترة وجيزة من الانقطاع لا تتجاوز دقائق قليلة! توقف ذلك التطبيق عن العمل أصبح يعني انقطاع الغيبة والنميمة وانقطاع الشائعات وانقطاع طعم البهارات التي تضاف إلى بعض الأحداث الاجتماعية. توقف ذلك التطبيق أصبح يعني انقطاع النيل من البشر وعدم قدرة البعض على تصفية الحسابات وعدم القدرة على رد الإساءة بمثلها وعدم القدرة على التشهير بالناس والاستهزاء بهم والاستمتاع بمصائبهم، كل تلك الأمور جعلت من هذا التطبيق خدمة حيوية تتماشى مع سلوكيات وتوجهات غالبية الناس وللأسف. والعزاء هنا في البعض من الناس ممن يراعون الله في جميع شؤون حياتهم ويتصفون بالأخلاق الإنسانية ويستخدمون التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة بما يخدم الإنسان والمجتمع والحياة وهؤلاء لا أعتقد أنه سيصيبهم ذلك التذمر الكبير والذي يظهر على الأكثرية من الناس حينما يتوقف «تطبيق الإساءة» ولو لدقائق معدودة.