هي إحدى محافظات منطقة جازان وعلى بعد أربعين دقيقة إلى الشرق منها. ماجعلني أكتب عنها ما بها من مزايا ومقومات رئيسية للاستثمار والسياحة غير أنها تفتقر إلى كثير من الخدمات اللازمة لذلك. وعند الدخول إلى العارضة مررنا بكثير من مزارع الحبوب والفواكه المختلفة ثم توقفنا بالعين الحارة وهي أحد المواقع العديدة بمنطقة جازان التي تنبع منها مياه معدنية حارة تستخدم للعلاج من كثير من الأمراض الجلدية والروماتيزم والأعصاب. وتبلغ درجة حرارة المياه المعدنية 60 درجة مئوية. ومن المؤسف ترك تلك الينابيع دون اهتمام أو حتى حماية في الوقت الذي يصرف السعوديون الملايين للذهاب إلى شرق أوروبا والعلاج في مصحات باستخدام مياه معدنية مشابهة، فهل نجد يوما قيام أحد المستثمرين ببناء مصحة على غرار ذلك. وقبل الدخول الى المنطقة السكنية من العارضة مررنا بمنطقة تأخذ الألباب وهي التي خلف سد جازان، حيث تكونت بحيرة كبيرة أشبه ببحيرة جنيف أو بحيرة شيكاغو (ليك متشيغان) وقد تكون على ضفاف تلك البحيرة مساحات شاسعة من الخضرة والمراعي حيث يقضي الأهالي أوقات النزهة كما يستخدم أصحاب المواشي أجزاء من المنطقة لرعي الأغنام والأبقار والجمال وذلك مجانا ودون عناء من شراء الأعلاف ودون الحاجة لحفر الآبار العميقة للحصول على المياه. وهذه مزايا قيمة تجذب كل مستثمر في هذا المجال نظرا لتدني تكلفة الإنتاج. ومنطقة جازان بإمكانها أن تسد جزءا كبيرا من احتياج المملكة من المواشي والحبوب والفواكه والخضار والبن إضافة إلى الروبيان والأسماك. وقد جرى تسويق المانجو والبن مؤخرا بطرق حديثة وعبوات جذابة تتناسب مع جودتها مما جعلها تنتشر سريعا. والإحصاءات تقول إن بجازان حوالى 30.000 رأس من الماشية ويمكن لهذا الرقم أن يتضاعف مع ازدياد الرقعة الخضراء ووفرة مياه السدود. ويطل على العارضة بعض المرتفعات ومنها جبل (سلا) والذي يتميز بإطلالات عديدة على منحدرات ومزارع وعلى مدينة العارضة وسط أجواء جميلة ومزارع كثيرة ولاحظنا انتشار شجر فاكهة القشدة والتي يسمونها سفرجل ولا أعلم ماذا يسمون السفرجل؟ وقد تمت تهيئة إحدى الإطلالات بأماكن جلوس وحدائق وألعاب أطفال وكافتريا ومسجد ما جعلها مقصدا لكثير من أهالي المنطقة وزوارها. ومازال جبل سلا في حاجة إلى الكثير من الخدمات والاستثمارات من سكن ومطاعم ومقاهٍ وغير ذلك. وقد كان لوجود الأستاذ علي عقيلي (عضو لجنة التنمية السياحية بالعارضة) معنا فائدة كبيرة حيث له الفضل في تزويدنا بالمعلومات الشيقة عن المنطقة. ومن المناطق الجميلة في محافظة العارضة منتزه خمران والذي تنمو فيه النباتات العطرية الفواحة مثل الكادي والفل والورد إضافة إلى الفواكه المختلفة. وما لفت انتباهنا عند لقائنا بمحافظ العارضة الأستاذ مفرج السبيعي اهتمامه الكبير بتنمية المحافظة وجلب المستثمرين إليها من داخل وخارج المنطقة لدرجة أنه يقوم بزيارات لبعض مدن المملكة من أجل ذلك، وهو يعد بتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين وتذليل العقبات التي تقف في طريقهم. وعدنا وكلنا أمل أن تلقى المنطقة الاهتمام اللائق بها من الجهات المعنية والمستثمرين ورجال الأعمال لما فيها من مقومات السياحة والاستثمار الرائعة.