تخوض أربعة فرق سعودية منافسات بطولة استعصت علينا بعد تسع محاولات كان أفضل ما تحقق وصول للنهائي ونصفه، وبالأمس لعب الفتح على أرضه، والشباب خارجه، ولظروف الطبع أرسلت المقالة قبل اللقاءين، وبغض النظر عن نتائج البارحة، فإن كل متابع يعرف الظروف الفنية التي يمر بها الأول، الفتح يبدأ بمشاركة تبدو صعبة، فبطل الموسم الماضي يصارع من أجل البقاء جميلا، فهل بقي طموح في منافسة قارية، والآخر يلعب اليوم في إيران عميد يؤكد محبوه أن هذه بطولتهم ويعرفون دهاليزها ومفاتيحها، وأقول الوضع تبدل، فالشرق بات أصعب، وعميدنا اليوم اختلف كثيرا، ليس للأفضل بالطبع، فرئيس جديد مع مجلس قديم ومدرب حديث مع لاعبين شبان معادلة يصعب فك طلاسمها، فهل آسيا تسعد بفارسها، أم أن الفارس تغيرت ملامحه فبات غير معروف ولا مألوف لديها، أما الليث الذي اعتاد المشاركة وجرب كل المراحل ماعدا الوصول للنهائي، حاله متأرجح يفوز على من تقدم عليه في الترتيب ثم يخسر من الهابط بالأربعة أين الخلل؟ هل هي البداية السيئة حين خسر أيضا بالأربعة من الاتحاد، أم خروج غير متوقع من آسيا في أرضه بعد نتيجة جيدة خارجها، تعثر عصف بمدرب ضحت الإدارة بأمور كثيرة لإرضائه، فغادر غير مأسوف عليه من محبي الشباب، مع السويح الفريق أفضل، لكن المهمة الآسيوية لا تبدو سهلة، فهل يعود الشباب أم يزداد شيبا، وأخيرا هلال يؤكد محبوه أنه زعيم قارة هذا تاريخ التغني به لا يجد ولم يجد في محاولات كثيرة، ينافس دائما، يفوز محليا، ويتعثر في بطولة أصبحت تشكل هاجسا، بل صداعا مزمنا، هذه المرة أوقعته القرعة في أصعب مجموعة، فهل يكون الصعب سهلا، على الأرض يمتاز الفريق بأسلحة هجومية فتاكة، لكن ما فائدتها إذا كان الدفاع يرحب بكل زائر ويفرش له الورود، تغيرت وجوه وأقدام مدافعيه فتسلم المهمة عشرة لاعبين في عمق الدفاع فقط، لكن الطريق استمر على حاله لا يرد ضيفا صغر الزائر أم كبر؛ لذا يأمل عشاقه أن لا يكون زائر آسيا ثقيلا، وأن لا تكلف زيارته مزيدا من معاناة مل محبوه منها. ختاما، بحثنا فراقا عن الشرق بحجة موسم في آخره شرقا وأوله غربا، وإرهاق من سفر ندعيه، لكن الواقع هروب من شرق بات أقوى، فآه يا زمن بعد أن كنا نفرح إذا جاءت القرعة مع فرق الشرق، أصبحنا نملأ الإعلام ضجيجا والمكاتب اعتراضا وتوسلا للبعد عنهم، لكن الواقع أن لا مناص من الشرق، وإن نجحنا في تأخير السفر، فهل يجبرنا أصحاب العيون الضيقة على البكاء في محاولتنا التاسعة؟. خاتمة: الثقة لا تتجزأ.