أصدرت السلطات الأوكرانية الجديدة أمس، مذكرة توقيف بتهمة «القتل الجماعي» بحق الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش، وطلبت مساعدة مالية بقيمة 35 مليار دولار، في وقت أجرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس، مشاورات مع المسؤولين حول الوضع الراهن في البلاد، وطالبت بتشكيل حكومة وطنية انتقالية، ونقلت مطالب أوروبية بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية وإجراء حوار بناء بين جميع الأطراف. وطالب وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، بسرعة تقديم دعم ماليلأوكرانيا، مضيفا أنه ينوي التشاور مع المسؤولين في صندوق النقد الدولي لتسهيل الدعم المالي للدولة المهددة بالإفلاس. واعتبر شتاينماير الذي يتوجه الخميس إلى واشنطن، في تصريحات للإذاعة الألمانية أمس، أن البلاد في حالة انهيار تام وهو ما ليس في مصلحة الاتحاد الأوروبي أو روسيا. وقال وزير المال في السلطة الانتقالية يوري كولوبوف إن «قيمة المساعدة للاقتصاد الكلي التي تحتاج إليها أوكرانيا قد تصل إلى 35 مليار دولار خلال 2014-2015». وأضاف عرضنا على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر دولي كبير للمانحين مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمات مالية دولية أخرى من أجل جمع أموال لإجراء تحديث وإصلاح في أوكرانيا. وقد اجتمع أمس وزراء خارجية مجموعة بلدان فيزغراد (بولندا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا) مع ممثلين عن رومانيا وبلغاريا واليونان لبحث الوضع في أوكرانيا. شكك رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف أمس، في شرعية أجهزة السلطة الجديدة، معتبرا أن الاعتراف بها كما يفعل الغربيون سيكون «منافيا للمنطق». وتعد تصريحات مدفيديف أول رد فعل علني لمسؤول روسي بعد وصول المعارضة إلى السلطة في كييف. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مدفيديف قوله «بصراحة، ليس لدينا اليوم أي شخص نتحاور معه، إن شرعية أجهزة السلطة هناك تثير شكوكا جدية».. وأضاف إذا اعتبرنا أن أشخاصا يتجولون في كييف يرتدون أقنعة سوداء ويحملون كلاشنيكوفات يمثلون الحكومة فسنجد صعوبة في العمل مع مثل هذه الحكومة.. وانتقد رئيس الوزراء موقف الغرب من السلطات الجديدة. واعتبر الباحث بمجلس العلاقات الخارجية فى واشنطن الدكتور دافيد لوكوود أن قرار تولى تورتشينوف الرئاسة حتى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أغلق الباب أمام أي تدخل روسي. وقال إن تدخل روسيا اليوم سوف يواجه بموقف دولي مضاد، معربا عن اعتقاده أن موسكو لا تستطيع التدخل الآن بعد الإطاحة بالرئيس الموالي لها.