انطلق الدكتور المهندس سعود الشيبي من عالم الهندسة المعمارية إلى فن النحت ليصنع أكثر من مئة لوحة ثلاثية الأبعاد تحمل أفكارا ذات أبعاد ومعانٍ تتجسد في لوحات جمالية. ويرى الشيبي الذي احترف فن النحت والتشكيل بالصلصال (الطين) مفضلا إياه عن النحت على الصخور وصب المعادن وتشكيلها، والتي تأتي ضمن أشكال فنون النحت، أن بداياته في صناعة المجسمات المعمارية بحكم تخصصه العملي في الهندسة المعمارية كانت قاعده للانطلاق في عالم النحت، ويقول عن ذلك: «تطلعت أن أجد نفسي في فن النحت الذي يعتبر شاقا كونه ثلاثي الأبعاد ويحتاج إلى الصبر وسعة الفكر، وإلى الآن صنعت ما يزيد على مئة لوحة ثلاثية الأبعاد وأحاول في كل عمل وكل وجه أرسمه أن أعبر به عن فكرة محددة تعبر عن رأي»، وتابع: «كل عمل قمت به كان عبارة عن قصة غذت فكرتي وأوحت إلي بتفاصيله، فعلى سبيل المثال هناك عمل لي أطلقت عليه اسم خواطر عبارة عن وجه رجل وحوله أربعة وجوه من النساء، أحد تلك الوجوه يبدو من الخلف وكأنه وجه زوجته لتكتشف في نهاية القصة أنها الزوجة الرابعة، كما لدي أعمال فنية أخرى تعبر عن أفكار مختلفة ولكل منها مغزى أريد إيصاله برؤية أترجمها بشكل إبداعي»، وعن طريقة عمله يقول: «بعدما تنضج الفكرة في رأسي على نار هادئة أرسمها على الورق وهذه نقطة شديدة الأهمية واستفدتها من دراستي للهندسة المعمارية التي كان له أثر كبير في هذا الجانب، ثم بعد ذلك أقوم بتشكيل الفلين الأبيض وأفرد العجائن الطينية التي أمارس بها عملي إلى رقائق لا يقل سمكها عن 8 ملم، ثم أكسو الفلين وأضعه في الهواء إلى أن يجف وعندها تنتهي مرحلة التشكيل، وتبدأ مرحلة التشطيب»، ويتابع: «أقل وقت تستغرقه مرحله الدهان فقط من 6 إلى 8 أسابيع أما العمل الكامل ليخرج بشكل متكامل فإنه يستغرق عاما على أقل تقدير، كما أن بعض الأعمال استغرقت مني أكثر من ثلاثة أعوام»، وعن أبرز مشاركاته: «لدي العديد من المشاركات الخارجية في دبي وفيينا، وهناك معرض سأشارك به في سبتمبر القادم، كما لدي كتاب في صدد تنفيذه الآن يتضمن 19 عملا على وجه التحديد وسيكون مفيدا لهواة هذا الفن أو التشكيل بالصلصال». ويرى أبرز الصعوبات تكمن في الحصول على مواد التشطيب التي اضطر إلى إحضارها من الخارج. ولم تتوقف موهبة الشيبي عنده حيث تعدت لتصل نجله عاصم 15 عاما والذي جمع بين مواهب أبيه في النحت ومواهب والدته الفنانة التشكيلية المعروفة الدكتورة حنان الغامدي في الرسم، وعلى رغم ذلك فهو متعدد المواهب في الرسم والنحت والخط، ويقول الشاب عاصم الشيبي: «من خلال احتكاكي الدائم بوالدي وتواجدي في المتحف الذي يمارسان فيه عملهما، تعلمت أساسيات الفن التشكيلي وأبجديات فن النحت بالإضافة إلى موهبتي الخطية، وأعتقد أن للتقليد دورا مهما في تعلمي فقد كنت أقوم بتقليد ومحاكاة أعمال والديّ، ومع مرور الوقت والممارسة المستمرة أخذت موهبتي تنمو وتتسع مهاراتي، حيث إني أخصص جزءا من وقتي في كل يوم لممارسة تلك الفنون، بالإضافة إلى أن والديّ لا يمنحاني تذكرة السفر في الإجازة إلا إذا فرغت من رسم 20 لوحة بين البسيطة والمعقدة على أقل تقدير في العام الواحد»، ويردف «أعتقد أن الموهبة تظل أقل أهمية من الممارسة والتي لها الدور الأكبر في صقل الموهبة، وأتمنى تكثيف ورش العمل للشباب وزيادة معارض الفنون التشكيلية قريبا لنعطي هذه الفنون نصيبها من الاهتمام».