تعمل المنظمات الناجحة على توفير بيئة عمل ملائمة تسهم في إضفاء أجواء من الود بين العاملين، وزيادة الإنتاجية، والرضا الوظيفي، وصولا إلى تحقيق أهداف المنظمة، وخاصة ما يتعلق بإدارة الصراعات المتوقعة بين العاملين، واحتواء خلافاتهم. وتشير Lisa Woods الرئيس التنفيذي لشركة الإدارة الأمريكية إلى أن الصراع هو الجانب غير المريح في أي علاقة، وخاصة ذلك الصراع التنظيمي الذي يحدث بين فرق العمل، ويجب معالجته، وترسيخ ثقافة دائمة تمنع تكرر هذه الصراعات. وتؤكد خبيرة التنمية الإدارية صعوبة إدارة الصراع التنظيمي ضمن فرق العمل، وشيوع أساليب تقليدية لدى بعض المديرين لمواجهة صراعات العاملين، أو الاستعانة بخبراء محترفين للتعامل معها، أو علاجها بتغيير أدوار العاملين ومسؤولياتهم. وكل هذه الأساليب قد تقدم حلولا مؤقتة للصراعات، لكنها لن تقضي عليها، وهو ما يتطلب إدارة صراع فرق العمل بأساليب حديثة ومختلفة، لعل من أهمها: - تحديد وفهم جوانب الصراع ومسبباته، وذلك بالاستماع إلى آراء العاملين الذين يخشى بعضهم الحديث عن احتياجاتهم وتطلعاتهم، وتقبل أفكارهم، مما يساعد في مناقشة الأفكار، بدلاً من إضاعة الوقت في مناقشة الألفاظ، وبالتالي التوصل إلى حلول دائمة تمنع الخلافات بين أعضاء فريق العمل. - تحديد الأهداف المشتركة، والمسؤوليات التي يمكن لكل عضو في الفريق القيام بها مسبقاً، وتوضيحها لهم بشكل جلي، وتحديد قائد لكل فريق يختاره العاملون ويرجعون إليه عند الحاجة، وهو ما يخلق قدراً كبيراً من التفاهم. - الحديث بشفافية مع أطراف النزاع كل على حدة، وتوضيح أهمية الدور الذي يقوم به كل فرد منهم، وتأثير التعاون والجماعية على الإنجاز، والحرص على عدم الانحياز لأي طرف لأن في ذلك إضرارا بمصداقية رئيس الفريق. - تجنب تضارب المصالح مع فرق العمل الأخرى التي تعمل داخل المنظمة، والعمل على مد جسور التعاون معهم بما يخدم أهداف ومصالح المنظمة. - تحديد مؤشرات للتحقق من مستويات الإنجاز الأسبوعي، والشهري، ومناقشتها مع فريق العمل، ومقارنتها بالأهداف المتوقعة. لقد أثبتت هذه الأساليب نجاحها في العديد من المنظمات العالمية، لكنه نجاح لم يكن ليتحقق لولا وجود قادة وظفوا الصراعات لخدمة أهداف المنظمة والعاملين بها. * كلمة أخيرة: يرتبط النجاح في إدارة الصراع التنظيمي بمدى القدرة على إدارته بعيدا عن المصالح الشخصية!