لم يدر بخلد إبراهيم زيني أن الزمن يخفي له هذا الكم من الابتلاء، فإبراهيم الذي كان يوماً سليماً معافى ويعمل في أحد القطاعات العسكرية في مدينة الرياض تعرض عام 1411ه لحادث مروري أليم أقعده عن الحركة، إلا أنه كان صبوراً ومحتسباً للأجر من عند الله. وبقوة إيمانه بقضاء الله وقدره، خرج زيني من دائرة الإعاقة لينخرط من جديد في المجتمع مع زملائه وأصدقائه ناسياً ما أصابه من ابتلاء، ليضرب بذلك أروع مثال في الحياة، تجده في الصف الأمامي في مسجد الحي حيث يعيش في العاصمة المقدسة، ناسيا همومه وراء ظهره، بعد أن فتح صفحة جديدة مليئة بالحب للآخرين، لم يترك مصاباً أقعدته الحياة إلا وقدم له النصيحة ورفع من معنوياته. ويستعيد إبراهيم زيني (أبو أيمن) شريط الحادثة خلال حديثه ل«عكاظ الأسبوعية» بالقول «تعرضت لحادث مروري في الرياض حيث كنت أعمل وفقدت بسببه طرفي السفليين». ويضيف «وقع الحادث أثناء توجهي لمقر العمل لطلب إجازة للتوجه إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة وكان في السيارة اثنان من أصدقائي وقد كتب لنا الله النجاة من موت محقق». وأضاف «نقلت للمستشفى، ولم يلحظ الطبيب أن هناك نزيفا في أحد شرايين القلب أدى إلى عدم وصول الدم إلى القدمين، وكانت نسبة نجاح العملية الجراحية 5%، ومع هذا أجريت العملية وتكللت بنجاح، حيث مكثت خمسة أشهر في مستشفى القوات المسلحة، وكانت وقتها زوجتي حاملا بابني الوحيد (أيمن) ولم ارزق بأبناء بعد الحادث والحمد لله كنت راضيا بالقضاء والقدر». وأردف «أعمل حالياً في جمعية المعوقين بالعاصمة المقدسة، وأقدر وقوف زوجتي بجانبي خلال مرضي وعقبه، وصبرها علي في الظروف القاسية التي عشتها». وقال «النجاح لا يتوقف عند الإنسان السليم، وحالة الأسترالي نيكولاس خير مثال، حيث ولد دون أطراف ومع هذا تحول إلى مثال حي للعزيمة والإصرار عندما أصبح رئيساً لأكبر شركتين في مجال المال والأعمال في بلاده».