من المألوف أن تجد إعلانا يرغب ويحث الشباب بالتسجيل في دورة مكثفة لتعلم اللغة الإنجليزية أو احتراف التصوير أو دورة في الفوتوشوب وغيرها من الدورات التي تعد من المهارات المهمة في هذا العصر، لكن أن تجد إعلانا يحث الشباب على التسجيل في دورة لتطريز البشوت فمن النادر جدا، ذلك مانفذته الهيئة العامة للسياحة والآثار عبر البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) وشارك فيه 14 متدربا من الأحساء. من أماكن متفرقة من الأحساء جاءوا، ومن مختلف الأعمار كانوا، فيهم الطالب الجامعي والمدرس والموظف في القطاع الحكومي والخاص والعاطل عن العمل، اجتمعوا لتعلم تطريز البشوت والتعرف على مهنة الأجداد التي هجرها الأبناء واحتضنتها أيدي العمالة الوافدة. يقول علي العثمان موظف بقطاع خاص بأنه لأول مرة يشارك في دورة من هذا النوع، حيث شاهد إعلانا عنها وتردد في التسجيل لكنه بعد التفكير توصل إلى قناعة بأهمية الحرف الشعبية ومنها تطريز البشوت ولعلها تكون البداية له وفرصة عمل في المستقبل. ياسر العبود هو الآخر موظف بقطاع خاص لم يكن في البداية متشجعا للتسجيل في البرنامج، إلا أن صديقه شجعه على ذلك «أول مرة أشارك في الدورة وشجعني صديقي الذي هو معي الآن، واتمنى أن أكسب الخبرة وأجيد الحرفة وأفكر بعد الانتهاء من الدورة بفتح محل خاص لبيع المشالح». أما محمد الربيع وهو موظف بالقطاع الحكومي، فلم تكن الحرفة غريبة عليه فجده وعدد من أهله كانوا يحترفون حياكة وتطريز البشوت لكنه لا يجيد هذه الحرفة، يقول: جئت لكسب مهارة جديدة وتعلم مهنة الأجداد من أجل عدم اندثار هذه الحرفة. مدرب المجموعة صادق عبدالمحسن الحمد الذي لديه خبرة وحرفة في العمل تمتد إلى 40 عاما فهو منذ أن كان عمره 8 سنوات بدأ بتعلم الحرفة من والده المتخصص بحياكة وتطريز البشوت وما زال يعمل في هذه المهنة وله شهرته وسمعته وطرز الكثير من المشالح لشخصيات شهيرة من داخل المملكة وخارجها. ويتحدث الحمد عن الدورة والصعوبات التي تواجه المتدرب والمبتدئ بالقول: يتعلم المتدربون في هذه الدورة على مراحل حياكة البشوت بدءا من الترسيم وتركيب البطانة والفراش والداير وعمل السمط الطوق وسمط ثان وعمل بروج والمكسر وتركيب القطيان والبرداخ والصقال والخبانة، مبينا بأن أبرز الصعوبات التي تواجه المتدرب هي التعب والإرهاق من طول الجلسة مما يسبب له آلاما في الظهر في البداية، وذلك نتيجة لعدم تعوده، وكذلك طريقة مسكة الإبرة التي لها طريقة ومسكة خاصة تحتاج إلى تعود، وعموما مهنة وحرفة حياكة البشوت تحتاج إلى طول بال وصبر وحب للمهنة.