مفاجأة.. كشفتها مصادر في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة مفادها أن نصف عدد الطالبات ممن يرغبن في التدريب النظري والعملي في بعض المناهج البحثية في عدة قطاعات لا يتم استقطابهن واستيعابهن.. وهو الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة تخرجهن وتسببه في إهمال ما يطلق عليه ساعات التخرج. المتضررات أوضحن ل«عكاظ» أن جهات التدريب في مؤسسات القطاع العام والخاص تغلق أبوابها في وجوهن، ومع ذلك لم يقل حماسهن فما زلن يطرقن الأبواب. في المقابل، تقول الأخصائية منى بنقش في قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد أن أسرة المستشفى أسرة واحدة الكل يشارك في التدريب خصوصا طلاب وطالبات الجامعة وهناك زيادة كبيرة وملحوظة في إقبال المتدربات، أنا شخصيا أفضل وأفخر بكل متدربة تطرق أبوابنا، ويسرني القول إن عدد المتدربين لدينا تعدى ال 500 متدرب ومتدربة وتدريبهم واجب علينا، نحن اليوم وهم غدا وكخدمة اجتماعية طبية نتولى عمليات التدريب المكثف على مدار العام لطالبات الجامعة ضمن مادة التدريب العملي أو لمتدربي الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. إثبات الوجود وتضيف الأخصائية منى بنقش: «تواصل التدريب يحتاج وقتا وجهدا، ولو استطعنا تنظيم وقتنا لن يكون هناك عائق وبدون تحيز، فالتدريب كما تعلمون بدأ قبل أكثر من 15 عاما، والسبب أن الخدمة الاجتماعية في البنوك أو المستشفيات الخاصة خدمة حديثة لا تتعدى سنوات بسيطة»، وتشير إلى أن ممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي أثبتت وجودها، لهذا فإن معظم المتدربين في الجامعات والهيئة يطلبون التدرب في مستشفى حكومي، إضافة إلى أن كثيرا من متدرباتنا اليوم أصبحن موظفات في القطاع الخاص وعددا لا بأس به يقدمن طلب تدريب في مستشفى الملك فهد، وبررت بنقش تهاون بعض المستشفيات الخاصة في استقبال المتدربين والمتدربات بضرورة حرصها على وجود أخصائي اجتماعي حديث، والمدرب لا بد أن يكون متمرسا في العمل ولديه خبرة لتدريب الجيل الجديد. خدمة العملاء مريم الثقفي (موظفة في فرع بنك بقسم خدمة العملاء) تقول من جانبها، إن استقطاب المتدربات سواء من الجامعة أو غير الجامعة لا يتم إلا عن طريق الإدارة ونحن كموظفات مأمورات فقط بتنفيذ التعليمات ولا علاقة لنا بعمليات التدريب أو القبول، وحينما تأتي طالبة وتحمل معها خطابا في منح فرصة التدريب لا يحق لنا أن نمنحها ذلك إلا بعد رفع خطاب رسمي للإدارة مع إرفاق خطاب الجهة التي ترغب في التدريب، في هذه الحالة تسمح للمتدربة الدخول إلى الموقع للتدرب. في ذات المنحى، كشفت موظفة علاقات عامة في إحدى مؤسسات الدعاية والإعلان «طرق أبوابنا لا يتطلب جهدا ولكن ربما يكون هناك قصور من جهة الإدارة في التهاون في وقت المتدربة وزمنها الغالي كتأجيل وقت التدريب لظروف خاصة في الإدارة، وأعتقد لو كان هناك تنطيم دقيق لمسألة التدرب لما كان هناك أي عائق». صالة الانتظار أما ريما كردي الطالبة في كلية اقتصاد والإدارة الدولية فتشير إلى أنها تحمل في هذا الترم الدراسي مادة بحث وتدريب، وتتطلب منها أن تتدرب في بنك أو مؤسسة صحافة ونشر أو أي قطاع مناسب، فطرقت من جهتها عدة أبواب منها البنوك، لكنها لم توفق في عدة فروع رفضت إداراتها أن تمنحها التدريب بحجة أن الوقت غير مناسب ولا مكان الآن للتدريب، وتضيف كردي أن فرصة التدريب قد تكون متاحة في أماكن أخرى ولذا طرقت أبواب شركة دعاية ونشر وحددوا لها موعدا للمقابلة فتوجهت فورا إليها فانتظرت في صالة الانتظار ساعات طوال ولم تتمكن في نهاية الأمر من مقابلة المسؤول. وحينما أبلغت قسم الإدارة أخطروها بأنه لا يمكن التواصل إلا عن طريق القسم النسوي، وتضيف أنها حاولت التواصل بذات الطريقة المطلوبة بلا طائل مع إن أستاذة المادة حددت لها موعد تسليم شهادة التدرب في مدة لا تزيد على شهر واحد ومر الآن أكثر من شهر وهي في خانة الانتظار. رد تقليدي في ذات السياق، قالت الطالبة بيان السلمي من قسم علم الاجتماع: إن الجامعة بصورة عامة تهتم بضرورة منح طالباتها فرصة التدريب على حسب التخصصات المطلوبة، وفي قسم علم الاجتماع مثلا يتطلب المنهج الخضوع لعدة بحوث تدريبية منها التدرب في المستشفيات والتأهيل والتدرب في السجون والمراكز الخاصة كذوي الاحتياجات الخاصة ومراكز علاج الإدمان والصحة النفسية ودور الأيتام وغيرها وكلها تتطلب شهادة وفرصا تدريبية وفي مدة لا تقل في الغالب عن أسبوع. وأضافت السلمي أنها طرقت أحد أبواب المراكز الخاصة وكان الرد التقليدي بالرفض فالواضح لا يوجد هناك أدنى اهتمام وهذه معاناة لأغلب الطالبات في عدم توفر كوادر مؤهلة للتدريب، إضافة إلى أنه عند تسليم شهادة التدريب تعاني الطالبات في ذلك كثيرا حيث يمتد الزمن بلا مبرر، وأمر كهذا يعطل مصالحهن ويضيع زمنهن وتأجيل المواد بلا مبرر منطقي وموضوعي. التدريب حق هنادي عبدالكريم طالبة قسم علم النفس ترى أن التدريب النظري من أهم المواد التي ترفع معدل التخرج وتحرص الطالبات على ذلك كثيرا، ويطرقن عدة جهات للتدرب، وفي الغالب هناك عوائق ومعاناة وتهاون حسب وصفها فكل الإدارات تغلق أبوابها أمام المتدربات بمختلف الذرائع والحجج بالرغم أن الجامعة تعزز الطالبة بخطاب رسمي. ومن ناحيتها، ترى نادية محروس (أستاذ محاضر في قسم الإعلام) ضرورة تسهيل ومنح فرص التدريب للطالبات لما للتدريب النظري من أهمية في ناحية الممارسة التطبيقية فهناك مواد تعتمد اعتمادا كليا على التدريب ولا بد من ضرورة إنهاء التدريب ومنح شهادة التدريب للطالبة من القطاعات المختصة. وتضيف محروس أن الجامعة توجه الطالبة بخطاب رسمي وبختم رسمي ولكن بعض الجهات تتهاون في الأمر ولا تستقطب الطالبة أو تتهاون في منحها الوقت الكافي للتدريب، وهذا يعيق إكمال المادة ويعيق تخرج الطالبة بلا شك، وكم من جهة سارت على نفس الاتجاه متجاهلة أن الطالبات هن بنات الوطن اللاتي يسعين لخدمة الوطن ونهضته.