تعيش الكلية الجامعية للبنات في الجموم تحت إيقاع المولدات الكهربائية، وخلف مباني الكلية تختبئ المولدات التي تصدر هديرها وتسبب في إرباك الدراسة في قاعات الكلية، ويزاد الطين بلة حينما تتوقف هذه المولدات عن العمل خاصة في فصل الصيف. وأجمع عدد من أولياء أمور الطالبات أن على إدارة جامعة أم القرى العمل بصورة حثيثة من أجل إدخال التيار الكهربائي في الكلية وإيقاف هدير «المواطير» التي لا تناسب مرفقا تعليميا تدرس به نحو 300 طالبة، فضلا عن أن أولياء أمور الطالبات القادمين من مكة وضواحيها يجلسون في العراء تحت مظلات السيارات لعدم وجود أماكن لانتظارهم، إضافة إلى عدم وجود دورات للمياه في الموقع. وفي هذا السياق، نجد أن عوض وبير المقاطي يجاهد نفسه يوميا لإيصال ابنته من مركز مدركة (150 كلم شمالي مكةالمكرمة) إلى الكلية الجامعية للبنات بالجموم وينتظرها جالسا في «كراج» السيارات حتى تنتهي من محاضراتها، وليس المقاطي وحده من ينتظر ابنته وإنما هناك عشرات من أولياء الأمور الذين دعوا إدارة جامعة أم القرى إلى ضرورة إيصال التيار إلى الكلية وإيقاف العمل بالمولدات الكهربائية فضلا عن إيجاد استراحات مكيفة لانتظار أولياء أمور الطالبات، خاصة أن الكثيرين منهم يأتون من مختلف المحافظات والمراكز المجاورة مثل هدى الشام وبحرة وعسفان ومدركة والجموم ومكة وغيرها. وأوضح كل من مطلق المطرفي وراجي الحربي بقولهما «نتمنى أن تحل جامعة أم القرى مشكلة المولدات فقد تعطلت أكثر من مرة وبقيت الطالبات في قاعات الدراسة بدون أجهزة تكييف». من جهته، دعا كل من محمد الصبحي وإبراهيم الزهراني إدارة جامعة أم القرى، بضرورة التواصل مع شركة الكهرباء لإطلاق التيار في كلية البنات في الجموم بدلا من المولدات الكهربائية التي لا تناسب الموقع وفي أحيان كثيرة تتوقف وتتسبب في إرباك الدراسة في الكلية، مؤكدين أن أولياء أمور الطالبات ينتظرون بناتهم بشكل يومي ويجلسون بالقرب من بوابة الجامعة تحت مظلات السيارات لعدم توفر أماكن للجلوس في الكلية. وأضافا أنه لا توجد دورات مياه، حيث يضطرون للذهاب إلى الفضاء المحيط لتلبية نداء الطبيعة. «عكاظ» وقفت وشاهدت الوضع على الطبيعة فاكتشفت أن السور مغطى بالزنك وأن هناك مشروعا يجري إنشاؤه خلف المبنى، وفي الموقع كان هناك عدد من أولياء أمور الطالبات يفترشون سجادة تحت مظلات السيارات وعند سؤلنا عن سبب جلوسهم في هذا المكان أوضحوا أن الجامعة لم توفر أماكن للانتظار حتى حارس الأمن الوحيد فإنه يجلس في غرفة من الزنك لا تزيد مساحتها على 6 أمتار مربعة وبها دورة مياه بدون ماء ولا صرف، إضافة إلى أن حارس الأمن لا يستطيع التواصل مع من بالداخل لعدم وجود مكبر صوت حيث نتواصل بالقرع على سور الكلية. وأضاف الآباء أن حراس الأمن لا يستمرون في العمل فقد تناقصوا بعد أن كانوا خمسة أشخاص حتى لم يتبق منهم سوى واحد فقط لعدم وفاء الشركة معهم، فضلا عن عدم توفر البيئة المناسبة للعمل حيث يعملون لمدة 12 ساعة يوميا وفي الليل يلف الظلام الدامس الكلية لعدم توفر الإنارة ولأن المولدات يتم إطفاؤها بعد انتهاء الدراسة. وفي موازاة ذلك، أوضح وكيل جامعة أم القرى للفروع والمشاريع الدكتور محمد وصل الحازمي أن الكلية الجامعية للبنات بالجموم تعمل حاليا على مولدات وفرتها الجامعة حتى لا تتعطل الدارسة ولتستمر بها بكل سلاسة ونتمنى أن تتجاوب معنا شركة الكهرباء وتتولى إيصال التيار. وأبان الحازمي أن تأخر إيصال التيار كان لوجود إشكالية مع شركة الكهرباء لكثرة اشتراطاتها وقد قامت الجامعة بتحمل كامل التكاليف ونفذت البنية التحتية بتكلفة تبلغ نحو سبعة ملايين ريال، وقد انتهى مشروع البنية التحتية مؤخرا وسيتم إطلاق الكهرباء قريبا. وأضاف الحازمي أن الجامعة تعتزم تنفيذ مدينة جامعية في الجموم على مواصفات عالية، وحاليا تعمل على تنفيذ كليات خاصة بالبنين وستراعى فيها مواقف للسيارات وإيجاد أماكن خاصة لانتظار أولياء الأمور مكيفة ومجهزة بكل وسائل الراحة.