تصنف المملكة بأنها من أفضل المواقع الاستثمارية في العالم في صناعة الطاقة الشمسية ومشتقاتها الحرارية، وتصدرت بيشة 41 مدينة من مدن المملكة في إنتاج الطاقة الشمسية، من خلال محطات رصد أقيمت في تلك المدن. وخلال دراسة علمية محكمة لباحثين من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أوضحت أن بلدا صناعيا مثل ألمانيا يتحول إلى الطاقة المتجددة، حيث تنتج حاليا 38 في المئة من طاقتها الكهربائية من الطاقة المتجددة، وتسعى لإنتاج كامل طاقتها من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050م . وفي المملكة يزيد الطلب على الطاقة بمعدل 9في المئة سنويا، وسط نمو سكاني وصناعي قفز بالاستهلاك المحلي من 24 جيجاوات عام 2000م إلى 53 جيجاوات عام 2012؛ وذلك بمعدل الضعف، رقم مهول من الاستهلاك يستنزف ما يقارب 2 مليون برميل من النفط يوميا. ووفق الطلب المتوقع عام 2030 على الطاقة فإن التقديرات تشير إلى الحاجة لإنتاج 120جيجاوات واستهلاك يعادل إنتاج المملكة بالكامل من النفط. أرقام تفرض خيارات الطاقة البديلة في أسرع ما يمكن، لتوفير الطاقة وتوفير الدخل الوطني الذي يعتمد كليا على البترول. وتشع شمس الأمل بمستقبل اقتصادي واعد لإنتاج الطاقة الشمسية في المملكة، حيث قام الباحثون بدراسة استقطاب الإشعاع الشمسي من خلال 41 محطة رصد موزعة على مدن المملكة. وافترضت الدراسة نموذجا لمحطة تنتج 5 ميجاوات لدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، وكانت النتائج شديدة التنافسية حين كشفت عن متوسط للإشعاع الشمسي يعادل ضعفي مثيله في ألمانيا، حيث بلغ في بيشة 7 كيلوات للمتر المربع في اليوم الواحد كمحصلة لمتوسط تسع ساعات من استقطاب أشعة الشمس يوميا طوال العام كأعلى مدينة سعودية. وسجلت الدراسة الجدوى الاقتصادية للعائد على رأس المال بسبع سنوات في بيشة مقابل أحد عشر عاما في تبوك، ومتوسط تسع سنوات لكامل المدن التي تم مسحها. وخلصت الدراسة إلى أن معدل خفض انبعاثات الكربون لذات المحطة يعادل 335 ألف طن متري في العام الواحد. وأوضح ل «عكاظ» الدكتور شفيق الرحمن المتخصص في أبحاث الطاقة في معهد جامعة الملك فهد للأبحاث وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، أن المملكة تعتبر من أفضل المواقع الاستثمارية في العالم في صناعة الطاقة الشمسية ومشتقاتها الحرارية، حيث المصدر الرئيسي للطاقة (الإشعاع الشمسي) يتوفر بمعدلات عالية جدا، ومشجعة مقارنة بالدول الأوروبية وأمريكا، ومجالا للاستثمار في شتى التطبيقات كاستخدامه في القرى النائية، والتبريد والتكييف، ومحطات ضخ المياه، وأعمدة الإنارة . وتوقع وسط التنافس الكبير في هذا السوق الضخم هبوطا أكثر في سعر التكلفة مع التركيز على رفع الكفاءة، وإنتاج ألواح شمسية جديدة، مشيرا إلى أن هناك من يتحدث عن التكلفة العالية لتأسيس المحطات الشمسية، ولكن التكلفة التشغيلية والصيانة، وعدم استهلاك الوقود كلها محفزات تصب في نجاحها. وعن مستقبل توطين هذه الصناعة في المملكة، أكد الباحث شفيق الرحمن أن مستقبل كبير ومشجع.