أظهر فشل مؤتمر (جنيف2) في الوصول إلى حل سلمي، الفجوة العميقة بين الموقفين الروسي والغربي حيال الأزمة السورية، إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس: إن بلاده نفذت كل ما تعهدت به بشأن ضمان مشاركة الحكومة السورية في مؤتمر (جنيف2) حول سوريا، مؤكدا أن موسكو لن تمرر أي قرار في مجلس الأمن يؤدي للتدخل في سوريا بذرائع إنسانية. وزعم لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإريتري عثمان صالح في موسكو. أن هناك محاولات متعمدة لتحميل السلطات السورية جرائم وحشية عبر الأكاذيب والتلاعب بالوقائع. دعت روسيا المبعوث الأممي والعربي لسوريا، الأخضر الابراهيمي، لعدم تحميل طرف دون آخر مسؤولية عدم إحراز تقدم في محادثات السلام السورية في جنيف. واعتبرت الخارجية أن «جزءا كبيرا من الوضع يعتمد على الابراهيمي، الذي، بصفته وسيطا دوليا، عليه اتباع سياسة حيادية وموضوعية، من خلال تشجيع الطرفين على النظر في القضايا المشتركة، والتحاور في ما بينهما واستئناف المحادثات»، داعية بالتالي الإبراهيمي إلى «عدم الشرود تجاه الاتهامات الأحادية، وإلقاء اللوم على طرف واحد بشأن الحوار المتجمد». يأتي ذلك فيما حملت ألمانيا وبريطان وفرنسا النظام السوري مسؤولية فشل مفاوضات (جنيف2)، في الوقت الذي يجري فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مباحثات في الإمارات وتتصدر الأزمة السورية هذه المباحثات. ميدانيا، ضيق جيش النظام الخناق على يبرود، آخر مدينة مهمة تسيطر عليها المعارضة في منطقة استراتيجية حدودية مع لبنان على بعد 75 كلم شمال العاصمة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن معارك عنيفة كانت دائرة بين قوات النظام والثوار عند تخوم يبرود في منطقة القلمون.. وتركزت المواجهات في محيط رأس المعرة والسحل وهما معقلان للمعارضة في المنطقة حيث يحاول الجيش وحليفه الرئيسي حزب الله إحكام الخناق على يبرود. فيما أفاد ناشطون أن الثوار صدوا هجوما مشتركا لميليشيا حزب الله وجيش الأسد على يبرود. إلى ذلك اعتبر أول رئيس أركان للجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي، أن أبرز أخطاء رئيس الأركان السابق اللواء سليم إدريس تمثلت في ارتهان قراره للخارج من دون الالتفات إلى الوقائع الميدانية، لافتا إلى أنه عسكري لا يملك خبرة ميدانية وهو أمر تحتاجه المرحلة الحالية. وطالب هيئة الأركان بوقف التجاذبات داخلها من أجل مصلحة الثورة السورية. وقال حجازي ل «عكاظ»: إن الرئيس الجديد لهيئة الأركان العميد عبد الإله البشير يتمتع بثقة الضباط والجنود وهو قادر على تقديم الأفضل للثورة وللجيش الحر، لافتا إلى أن هناك تحديات كبيرة تنتظر البشير أبرزها توحيد الجيش الحر وإنشاء غرفة عمليات موحدة قادرة على تأمين كافة متطلبات المواجهة من تدريب وتموين وتخطيط.