تدخلت الجهات الأمنية في شرطة جدة بمنطقة مكةالمكرمة، لتطويق شجار نشب داخل إحدى المدارس الثانوية في حي الرحاب بجدة، بين مالك ومدير المدرسة. ورغم تأكيدات بعض المصادر بدخول عدد من الطلاب طرفا في المشاجرة ما أسفر عن إصابة طالبين إلا أن الناطق الإعلامي لشرطة جدة الملازم أول نواف بن ناصر البوق أكد أنه وفي الساعة التاسعة وأربعين دقيقة من صباح أمس تلقت غرفة عمليات الأمن بلاغا مفاده حدوث خلاف ومشاجرة بين مدير مدرسة خاصة ومالكها ما استدعى توجيه عدة دوريات للموقع، كما تم انتقال ضابط الخفر بمركز شرطة الشمالية للحفاظ على الحالة الأمنية بالإضافة إلى شخوص لجنة من إدارة التربية والتعليم لحل الخلاف داخل أسوار المدرسة. وعن الإصابات أفاد البوق أن جميع الإصابات كانت طفيفة وعولجت من قبل جهة الاختصاص بالموقع. أما المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة مكةالمكرمة علي عبدالله الغامدي فأشار إلى أن غرفة العمليات تلقت عند الساعة 9:51 بلاغا عن حالة مشاجرة داخل مدرسة وعلى الفور توجهت فرقة للموقع وعند الوصول اتضح وجود إصابتين تمت معالجتهما بالموقع. ووفق بعض المصادر توجه عدد من الطلاب نحو المالك بعد رميه بعض الأدوات عليهم، إلا أنه عاد لأحد المكاتب وأغلق الباب لمنع وصولهم إليه، ولم يتوقفوا وأقدموا على تحطيم زجاج المكتب على أمل الوصول إليه قبل أن يتدخل عدد من المعلمين ومدير المدرسة الذين نجحوا في السيطرة على تواجد الطلاب قبل أن تصل الجهات الأمنية وتفرقهم. تلك الأحداث شهدت إصابة طالبين بجروح في أيديهما جراء زجاج المكتب المحطم الذي انتشر في الموقع وقد حضر خبراء الأدلة الجنائية لرصد الآثار وتوثيقها، فيما تواجد عدد من رجال دوريات الأمن خارج محيط المدرسة لحفظ الأمن وعمل ضباط التحقيق في مركز شرطة الشمالية على حل الإشكالية. ووفق ادعاء المعلم عماد الحارثي فإن مالك المدرسة تدخل في العملية التربوية كثيرا حسب وصفه، وقال: «فصلني بحجة مشاركتي في إنزال لوحة المدرسة الخارجية وهذا غير صحيح، واتهمني بالشجار مع أحد الزملاء وذلك لم يحدث وما حدث هو خلاف بيني وبين الوكيل على الجدول وقد تم إنهاؤه بمعرفة مدير المدرسة». وأضاف الحارثي: «كما فصل وكيل المدرسة وهدد بفصل ثالث وهو أمر غريب كان من المفترض أن يعود إلى جهات الاختصاص قبل اتخاذ قرارات الفصل في منتصف العام الدراسي». من جانبه أوضح مدير الإعلام التربوي والناطق الإعلامي في إدارة التربية والتعليم في جدة عبدالمجيد الغامدي أن ما حدث كان خلافا بين ملاك المدرسة، وقد أرسلت إدارة التعليم لجنة من المتابعة وجهها مدير التعليم للتحقيق بشكل عاجل وسيتم الرفع بما يتم لاتخاذ الإجراء اللازم والحازم. إلى ذلك قال المستشار القانوني عمر الخولي محامي مالك المدرسة إن المدرسة كانت في عقد مع مستثمر وانتهى وحاولنا استلامها ولكن وجدنا أن أكثر من 400 طالب حاولوا الاعتداء على المالك الذي أصيب بإصابات متفرقة عبارة عن رضوض وكدمات وجروح وطلب تحويله إلى المستشفى لعلاجه. وأضاف: «لدينا حقوق على المستثمر تبلغ 3 ملايين ريال لم يسلمها منذ 5 أعوام، أما حول حالات الفصل لوكيل وأحد المعلمين فهناك جهات مختصة بهذه الحالات». من جهتهاحصلت «عكاظ» على نسخ من عدة وثائق منها خطابات مرفوعة من مدير المدرسة الى ادارة التربية والتعليم تطالب بإبعاد الخلاف بين مالك المدرسة صاحب الترخيص ياسر الخولي والمستثمر داخل الحارثي، عن الطلاب قبل عدة ايام من وقوع المشاجرة. حيث طالب مدير المدرسة خالد الحارثي في خطاب مؤرخ بتاريخ 29/3/1435ه موجه لكليهما بعدم إثارة خلافهما المالي داخل المدرسة اثناء فترة تواجد العاملين والطلاب للحفاظ على سلامتهم، علما بأن شكاواهما بسبب ذلك الخلاف وصلت الى الجهات الأمنية والمحاكم. وأوضح مدير المدرسة أنه عقد محضر صلح بتاريخ 9/4/1435ه لإنهاء القضية بين المالك والمستثمر. ووقعا على المحضر واعترف كل منهما بخطئه واعتذرا عن التدخل في العمل بالمدرسة، والتزما بإبعاد خلافهما عنها، الا أن الصلح بينهما لم يستمر سوى اسبوع واحد فقط ليتفجر الخلاف بينهما مجددا الاسبوع الماضي. كما وجه مدير المدرسة خطابا بتاريخ 12/4/1435ه إلى إدارة التربية والتعليم أشار فيه الى خطابات سابقة طالب فيها الادارة بالتدخل لإبعاد مالك المدرسة ياسر الخولي بسبب تدخله في شؤون المدرسة وإغلاق برنامج الرسائل الهاتفية للتواصل مع أولياء أمور الطلاب وأسرهم عن غياب أبنائهم، مشيرا الى أن مخالفاته تكررت أكثر من مرة. وطالب بحماية الطلاب لافتا الى أن التعليم الأهلي تجاهل خطاباته. وحصلت «عكاظ» كذلك على نسخة من خطاب مرفوع من معلمي المدرسة يدعمون فيه الإجراءات التي اتخذها المدير لتجنيب المدرسة آثار الخلاف بين المالك والمستثمر، وطالبوا بإبعاد المالك عن التدخل في شئون المدرسة لإيجاد بيئة تربوية لا تؤثر نفسيا على الطلاب وتنعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي، مشيرين الى أنه فصل 6 معلمين خلال فصل دراسي واحد.