من يتهمونني بأنني أتصيد أخطاء وزير الصحة، أو وزارة الصحة يجهلون أو فات عليهم أنني أكاد أكون الكاتب الوحيد في كافة وسائل النشر سواء صحيفة ورقية أو إلكترونية أو في مواقع التواصل الاجتماعي الذي لم يكتب متهكما على هدية الأيباد للطفلة رهام الحكمي إطلاقا، ولو كنت فعلا أتصيد لكتبت مجلدا في هذا الموضوع عندما هب القاصي والداني للكتابة حوله، لكنني لا أرى أي مبرر للتهكم بأي تصرف أو سلوك اجتهادي حسن النوايا ليس فيه خطأ أو ضرر على أحد وهدية معالي وزير الصحة للمريضة رهام تدخل ضمن هذا السياق الحسن الذي يحتمل نفعا لا ضررا. نفس الشيء ينطبق على مناقشة مجلس الشورى لموضوع فقس بيض الحبارى. فأنا لا أرى مبررا للتهكم به كونه يدخل ضمن مناقشة موضوع يتعلق بالبيئة أو الحياة الفطرية اشتمل على تقرير بهذا الخصوص ويمكن أن يصنف ضمن شمولية ودقة المراجعة والمناقشة. وبالرغم من أنني أعشق الكتابة النقدية بأسلوب فكاهي والتي تسمى تجاوزا (ساخرة) وأمارسها في هذه الزاوية يوم الجمعة تحت عنوان (قالوا وقلنا) إلا أنني لا أرى جواز السخرية من السلوك العادي غير المضر أو المسيء و أؤيد وبقوة السخرية من الأخطاء والتناقضات، لذلك فقد استغربت التهكم الشديد بطرح موضوع بيض الحبارى وقارنته بأنشودة لبنانية (هالصيصان شو حلوين لو أداها البرلمان اللبناني مثلا عن الحبارى). أجمل ما سمعت كتعليق منطقي على سبب تهكم مواقع التواصل الاجتماعي بقصة الشورى مع فقس بيض الحبارى هو ما قاله الزميل عقل الباهلي في برنامج (الأسبوع في ساعة) على قناة (روتانا خليجية) فقد برر هذا التهكم إلى كون الناس لم يجدوا من مجلس الشورى تبنيا لقضاياهم الهامة، فاستغربوا أن يناقش مثل هذا الموضوع الهامشي، في ظل غياب تام عن قضايا أهم و نصح الشورى بأن يتخذ موقفا مساندا ويسجل حضورا إيجابيا مع المواطنين في مواجهة بعض الجهات التنفيذية، وسيجد أن مناقشته لموضوع مثل بيض الحبارى أمرا عابرا مقبولا لا غرابة فيه.