الريادة في الخدمات الحكومية اسم المؤتمر الذي عقد في دبي هذا الأسبوع . يبدو أن الموضوع الذي نتحدث عنه منذ أسابيع يحتل أهمية عالمية. فحضر المؤتمر خبراء يكادون أن يكونوا حضور مؤتمر دافوس السنوي. إن دراسات واستشارات تسهيل إجراءات العمل في بعض الأجهزة الحكومية وتكرارها والاستمرار في تكرارها والبدء والتوقف والتغيير ثم التبديل خلق نوعا من حالات الشك والريبة الدائمة وعدم الثقة في القدرات مع إيماني بها وبالقدرات المتوفرة ولكن غياب التطبيق الأمثل والنموذج والتنظيم والازدواجية أنتجت واقعا وتحديات صعبة، إن الحل يكمن في البدء برؤية واضحة وإشراك الخبير المؤهل والمواطن المتحمس والراغب والواعي والموظف ذي القدرات في صنع قرارات وبناء خطط هذه الدراسات والاستشارات قبل الإسراع فيها. بل ربما الأهم هو تمكين العاملين وتحفيزهم ومعاملاتهم بأساليب عادله لا تمييز فيها ولا واسطة ولا أي شكل من مظاهر العنصرية. إن الأنظمة موجودة بل ربما بكثرة لدرجة تشجع على البيروقراطية ولكن هنالك أشكالية في تفعيل التوجه نحو تحديث أساليب العمل وبناء الهيكل البشري والبعد الإنساني human factor. إن مقاومة التغيير الاستراتيجي مكلفة جدا ليس فقط في القطاع العام بل هناك حتى في القطاع الخاص والشركات الخاصة من يطرح ويطبق أفكارا جديدة وتنجح في المدى القصير ولكنها مدمرة على المدى الطويل لغياب الوعي والإدراك وبعد النظر وتكون هذه العملية مكلفة جدا وسببا في سقوط شركات كانت تحسب أنها ناجحة جدا والأمثلة كثيرة ولنا عود للموضوع. إن الأفكار الإبداعية الناجحة لا تأتي من فراغ بل من إخلاص النية قبل كل شيء وبذل الجهد والمتابعة والرعاية .. وثانيا بعد توفيق الله بناء الهيكل الإنساني والمالي والتنظيمي والقيم المشتركة والاستراتيجي الخلاق والتقييمى باستعمال التطبيقات المثلى. إن المغرضين يقاومون الإصلاح الحكومي وهذا واضح فالاتجاه العام في الدولة خلال العشر سنوات الماضيه هو الإصلاح بقوة reform ومواجهة كل أشكال المقاومة من الفاسدين والمنتفعين. هؤلاء هم من يعمل بجهد بسد الباب أمام تحسين الخدمات. والحل هو: أولا إطلاق الإبداع في نطاق التشريعات التي تمنع الفساد وتوجد الحوكمة والشفافية الحقيقية، ونركز هنا على الحقيقية كما أن الوزارات تحتاج إلى ما يسمى بالقوة النافذة لتطبيق القانون law enforcement وخاصة في الأحكام التنفيذية أو حماية أراضي الدولة من التعديات وعدم السماح بها أو التهاون فيها وبشدة . منع التطرف وتغذيته واستئصاله من الجذور. إنه من المهم فهم مبادئ العمق التصميمي للنماذج الناجحة وليس التصميم الضحل بدون البعد العلمي المتكامل. لنعطي بعض التوضيح لما ذكر، ولن أسرد في هذه العجالة إلا مثالا واحدا وتبعاته. يتكلم مثلا نظام معين عن التصرف عند الطوارئ والكوارث. أول هذه التعليماتن أن يستمع المواطن إلى الراديو أو التلفاز لمتابعة التعليمات. ويغفل المصمم لنظام الطوارىء أن أول ما يحدث عادة أن ينقطع التيار الكهربائي عند حدوث الكارثة.. وثانيا، أنه يتوقع أن يصل الشخص المؤهل لإلقاء التعليمات على الراديو أو التلفاز وفي حالات الكوارث تكون هنالك أزمة مرورية أو موانع في نظام المواصلات. وثالثا، أنه يفترض أن تكون المحطة للراديو أو التلفاز التي ينطلق منها البث سليمة وبحالة تسمح بالبث، وهذا الافتراض يكون على أساس بناء مبان ضد الزلازل مثلا أو مقاومة للفيضانات أو غيرها. ورابعا، أن ما نسميه في علم النظم والأساليب والهندسة simulation أي محاكاة لحالة مماثلة بكل متغيراتها قد أجريت بدرجات متفاوتة من المتغيرات للواقع والمؤثرات المحتملة والنتائج.