لا شك أن القرار الملكي الكريم الصادر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله بمنع القتال بالخارج كان قرارا موفقا لحفظ وحماية الوطن والاهتمام بأبنائه، وفي القرار خير كبير يشتمل على المصلحة والفائدة، وقد أمرنا الله تعالى بطاعة ولي الأمر، باعتباره راعيا للأمة والرعية ومسؤول عن أمنها وسلامتها بما يحفظ هوية الوطن. كما أن العقوبات المنصوص عليها بالقرار جاءت انطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية، وتماشيا مع القواعد الشرعية لإيجاد الضمانات لحماية الدولة وحفظ أمنها ومقدراتها وشبابها، كما أن القرار قطع السبل إلى الفتن والشبهات والأفكار المنحرفة والآراء والأفعال الإرهابية بكل أشكالها وتوجهاتها، أو الانتماء لتيارات متطرفة، أيا كان انتماءها داخليا أو خارجيا، خصوصا أن كثيرا من الشباب قد زج بهم في صراعات قتالية دامية تتنازعها حزبيات متطرفة متشددة. ومن المؤسف أن يكون هناك من يقوم بتحفيز الشباب على القتال خارج البلاد وفي أماكن الصراعات والفتن تحت غطاء الجهاد في سبيل الله لخدمة توجهات وأجندات خفية باطنة غير ظاهرة. والحقيقة أن القرار جاء صمام أمان وطوق نجاة لشبابنا من الانزلاق تجاه مثل هذه التوجهات والأفكار التطرفية غير الإيجابية، والانغماس في حروب واقتتال ظاهره نصرة الإسلام وفي ثناياه وباطنه صراعات طائفية وحزبية لا يجني منها شبابنا إلا إزهاق أرواحهم ودمائهم أو بيعهم في الأسواق كأنهم بضاعة أو دواب. على أن بلادنا حماها الله تعالى مستهدفة من أعداء الإسلام في دينها وأمنها وأمانها واستقرارها واقتصادها وشبابها. * أكاديمي سعودي [email protected]