لقد فجعنا بوفاة الشيخ الفاضل العابد الناسك الدكتور عبدالله بن أحمد اللحياني حمامة الحرم في حادث مؤلم، حيث اتصل به أحد أصدقائه وذكر أنه ذاهب لزيارة والده وطلب منه مرافقته فلبى طلبه على أن يعيده للصلاة في الحرم ولكن قضاء الله جل في علاه نافذ، فعند عودتهما ارتطما بسيارة أخرى فكانت وفاته رحمه الله في طريقه للعودة إلى الحرم. إن القلم ليعجز، واللسان يتلعثم، والكلام يقصر في ذكر محاسن اللحياني -رحمه الله- كان قارئا لكتاب الله جل جلاله كان من الموحدين الدعاة إلى توحيد الله على بصيرة، ويذكر، ويرشد، ويوجه، ويصلح. كان شيخنا وقورا، فيه الحلم، والأناة، والحكمة. بشوشا، خلوقا، يحث ويذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)، تربطه صداقة بكثير من العلماء الربانيين. ترى من طلبة العلم والمحتاجين حوله في مصلاه في الحرم المكي مثل يعسوب النحل. كان يحنو على الضعيف، ويسعى في تحقيق طلب كل من يفد إليه بجاه أو مال أو شفاعة، ويحاول لمن يرتاده أن يرضيه بما يستطيع، ومعروف باسم «حمامة الحرم». رحم الله أبا عبدالرحمن وعبدالرحيم وعبدالحميد، كنت معه في دعابة فقلت أسماء أبنائك جميلة وطيبة فقال لي حتى أنا سميت نفسي فاستغربت فقلت كيف ذاك قال كان اسمي عبادي فذهبت للأحوال المدنية وأسميت نفسي عبدالله، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وجعله الله في الفردوس الأعلى من الجنة وجعل الله البركة في ذريته وإخوانه وألهم والديه وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان اللهم آمين.