أتفهم غضب سامي الجابر وأسرته، فأن يقوم شخص نكرة أمام ملايين المشاهدين بتجريدك من هويتك الوطنية أمر لا يمكن تقبله ولا افتراض حسن النية فيه، فهناك أخطاء تغتفر، وهنا أخطاء لا تغتفر، خصوصا عندما يحاول المخطئون التبرؤ منها كما لو أن ما تعرضه الشاشة يمنتج ويبث من تلقاء نفسه! ما تعرض له سامي الجابر وأسرته أمر مرفوض قانونيا وأخلاقيا، ولا يقبله أي منصف يقدم الموضوعية والمهنية على التعصب والكراهية، لكن اللافت أن العديد ممن هبوا للانتصار لكرامة المدرب الوطنية هم أنفسهم من حاولوا تبرير تلك العبارات العنصرية التي صدرت من بعض جماهير ناديهم المفضل لتجرد جمهور نادٍ منافس من هويته الوطنية. وفي المقابل، العديد ممن حاولوا تبرير الخطأ هم ممن هاجموا العبارات العنصرية في مدرجات منافسهم اللدود! إنها تناقضات المتعصبين الذين لا يرون إلا بألوان فرقهم المفضلة، وإذا كنا لا نقبلها من الجماهير الجاهلة المتعصبة، فكيف نقبلها من بعض الإعلاميين الذين يفترض أنهم يحملون رسالة توعية الجماهير بمعاني التنافس الشريف وتعزيز الروح الرياضية! لسامي الجابر أقول: طب نفسا، فهويتك الوطنية لا تستمدها من شهادة جاهل أو حتى عاقل، بل تستمدها من جذورك الضاربة في أعماق وطنك، وعلى الأقل يا سامي تمت نسبتك لبلد يرجع له كل عربي أصيل، لكن هناك مدرج بأكمله نسب لمجاهل أفريقيا!.