ينطلق البرنامج الثقافي للجنادرية، بعد غد، ووضعت ضمن محاوره «الإسلام السياسي وتجربة السلطة والحكم»، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والمثقفين، الذين لفتوا إلى أن الإسلام السياسي، سواء أكان ببصمة إخوانية أو جهادية وغيره، أكذوبة على دين الله، لسعيه إلى نشر الفوضى بين الشعوب، وعمله بطريقة مخالفة لما جاء في شرع الله، قائلين يهدف زاعموه إلى تحقيق مصالحهم ولو على حساب الآخرين. وأشادوا بالقضية التي تتناولها «الجنادرية» للعام الحالي حول «حركات الإسلام السياسي ومفهوم المواطنة»؛ نظرا لأهمية التطرق لها في ظل الثورات التي تعصف ببعض الدول العربية من خلال سعي البعض إلى السيطرة على مقاليد الحكم، مؤكدين أن الإسلام السياسي أكذوبة. وقال مفتى مصر السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الدكتور على جمعة: تركيز واهتمام تيار الإسلام السياسي هو الوصول للحكم والسيطرة على مقاليد السلطة على مستوى العالم الإسلامي والعربي لخدمة مصالحهم في تحقيق السيطرة والنفوذ، مستدلا على هذا المبدأ بوصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر وسعيهم لخدمة جماعتهم فقط وتحقيق مصالحهم، الأمر الذي دفع الشعب إلى الخروج بثورة أذهلت العالم لوقف الطغيان. وأضاف: لجأت جماعة الإخوان للاستقواء بالخارج والتنظيم الدولي لنشر الخراب، دون النظر إلى مخالفة ذلك لمبادئ الشريعة الإسلامية، وما تقوم عليه من حفظ الإنسان واعتبار قتل النفس كمن قتل الناس جميعا. وزاد جمعة: فشل قيادات الإخوان في كل شيء حتى في تربية أبنائهم داخل التنظيم، بدلا من تعليمهم التفكير أصلوا فيهم التكفير، وبدلا من تعليمهم أدب التعامل مع الآخر أصلوا فيهم إساءة الأدب، الأمر الذي أدى إلى وصمهم بالجماعة الإرهابية، مشيدا بالقضية والمحور الرئيس الذي تناقشه «الجنادرية» هذا العام، مؤكدا أنه سيعكس حال الأمة وما آلت إليه من صراعات بسبب من يتخذون الإسلام ستارا لتحقيق أهدافهم كالوصول إلى السلطة والحكم دون تقدير للعواقب الوخيمة لذلك. وأكد مفتى مصر السابق أن تيار الإسلام السياسي يسعى لفرض رأيه مهما كان مخالفا لإجماع الأمة، إذ هم يخالفون بذلك دعوة الإسلام وهو مبدأ الشورى، مشيرا إلى أن الشورى من المسائل التنظيمية الأساسية في المجتمع. نتائج سلبية من جانبه، أشاد مفتى مصر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الدكتور نصر فريد واصل، بالمحور الذي تناقشه «الجنادرية» بعنوان: حركات الإسلام السياسي ومفهوم المواطنة، باعتباره قضية تسعى فيها فئة إلى السلطة والحكم حتى خلفت ثورات أدت إلى نتائج سلبية. وقال ل «عكاظ»: ما يحدث من ادعاءات الإخوان بالدفاع عن الشرعية بالخروج على الدولة بمختلف مظاهر العنف والمظاهرات والتعدي على الجيش والشرطة، إنما هو بعيد تماما عن الشريعة الإسلامية السمحة. واستدل على فساد ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين حينما استدعوا القوات الخارجية للاستقواء على جيش الوطن وعموم الشعب، والقيام بعمليات تفخيخ وتفجير وترويع الأبرياء والآمنين. محاولة للسيطرة من جانبه، أوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وأحد ممثلي الأزهر الشريف في لجنة الخمسين التي أعدت الدستور الجديد الدكتور سعد الدين الهلالي أن تيار الإسلام السياسي يحاول السيطرة على مقاليد الحكم والسلطة في مختلف دول العالم الإسلامي، وكأنه يخوض حربا ضروسا يستخدم فيها كل الوسائل، بما فيها من عمليات قتل وترويع وتخريب، ما جعل الشعب المصري يطالب باعتبار الإخوان جماعة إرهابية. وأضاف: الغل الذي دخل قلوب المصريين من عنت الإخوان بسبب تمسكهم بالسلطة ودفاعهم عنها بمختلف وسائل القتل ونحوه، خصوصا أنهم عاشوا لثمانين عاما يزعمون أنهم أهل الخير ويرغبون الحكم بالإسلام مستخدمين الشعارات الدينية، حتى تبين للناس خداعهم وتغريرهم بالشعب. ولفت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إلى أن الإسلام السياسي، سواء أكان ببصمة إخوانية أو جهادية وغيره أكذوبة على دين الله عز وجل لقول الله تعالى «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون»، ونادى الدكتور الهلالي أولياء الأمور في مختلف الدول والبلدان عدم تمكين الجماعات التي تحتمي بستار الإسلام لخدمة أهدافها. منظومة علاقات من جانبه، أوضح الكاتب والباحث الدكتور توفيق السيف أن فكرة الوطن مرتبطة بالانتماء للجماعة والمكان الاجتماعي، وهي اليوم تعبير عن رابطة قانونية ضمن أرض محددة وإقليم (الدولة)، أما الثقافة الإسلامية التي يرجع الحركيون وغيرهم إليها فلا تفيد فيها فكرة الوطن، إذ لا يمكن الرجوع إلى الفكر الديني أو الإسلامي لتحديد معنى المواطنة والهوية الوطنية. وزاد: حينما نتحدث عن الوطن إنما نتكلم عن منظومة علاقات، ولا بد من الرجوع إلى فكرة الوطن ومبدأ المواطنة. حركات مسيسة إلى ذلك، قال الباحث الاستراتيجي الدكتور أنور عشقي أن حركات الإسلام السياسي إنما هي مسيسة وتهدف الوصول إلى السلطة، حتى حولت المسلم من خدمة دينه إلى استخدام مصطلح الإسلام في تمزيق الوحدة الوطنية داخل الوطن. وأضاف: الحركات الإسلامية أيقظت الطائفيات التي باتت تهدد الوحدة الوطنية والأمن القومي، مطالبا بمراجعة الإسلام السياسي والتركيز على عدم الخلط بين العبادات والمعاملات، إذ أن العبادات تخص كل دين، أما المعاملات فهي التي تؤسس قواعد الحضارة، إذ ساهمت كل الأديان في الحضارة. أما الكاتب الدكتور علي التواتي، فقال: من مسلمات ومبادئ الفكر الإسلامي النظرة العالمية والأخوة العالمية في الدين، وهذا يشترك فيه جميع المذاهب والطوائف الإسلامية بغض النظر عن تطرفها أو توسطها.