تتميز الطائف باحتضانها للعديد من المواقع التاريخية والأثرية التي تتوزع بين مواقع متفرقة من المحافظة، وقد قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بعمل مسوحات أثرية للطائف وهو ما أسفر عن تسجيل وتوثيق عدد كبيرمن المواقع الأثرية والتاريخية يعود بعضها إلى فترة ما قبل الإسلام ويعود بعضها الآخر إلى العصر الإسلامي، لكن الكثير من هذه المواقع الأثرية تتعرض للتشويه والعبث من قبل بعض الذين لا يدركون أهمية الآثار والأماكن التاريخية. كل مواطن حارس للآثار وحول هذا الموضوع يقول محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية فهد بن عبدالعزيز بن معمر أن الآثار تمثل جانباً من حضارة الشعوب ويجب علينا المحافظة عليها والاعتناء بها مشيراً إلى اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بدعم جهود التوعية بأهمية الحفاظ على الآثار وتطلعه في أن يتحول كل مواطن إلى حارس للآثار وتأكيده بأنه سيتم التعامل بحزم فيما يتعلق بالعبث بالآثار. وأبان ان الطائف تعد من المحافظات الزاخرة بالآثار المتنوعة وأنه يجب على الجميع أن يحافظ على آثار بلده وأن نعمل مع بعضنا البعض لمنع أي تجاوز قد يسهم في تخريب هذه الآثار وقد قامت اللجنة العامة للتنشيط السياحي قبل سنوات بترميم طريق الكرا الحجري وفي إطار اهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار بتهيئة وتأهيل المواقع الأثرية والحفاظ عليها فقد قام جهاز التنمية السياحية والآثار في الطائف بالرفع المساحي لمراحل من الطريق للعمل على إدراجها ضمن مشاريع تهيئة المواقع السياحية بالاتفاق مع شركة الطائف للسياحة والاستثمار وتعمل الهيئة أيضاً على تطوير سوق عكاظ التاريخي، وهناك تنسيق مع مختلف الجهات للحفاظ على الآثار بالطائف. أحد السدود القديمة التي تعرضت حجارتها للسحب غياب الوعي يؤدي للتخريب بدوره أوضح د. علي بن إبراهيم الغبان نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف أن الموقع الجغرافي للمملكة وما يشتمل عليه من متغيرات بيئية وبشرية وثقافية جعلها مهداً لحضارات قديمة تنتشر في جميع مناطق المملكة وأضاف أن غياب الوعي بأهمية المواقع الأثرية عند البعض أدى إلى تعرض العديد منها لأعمال التخريب والتشويه ممن لا يدركون أهميتها التاريخية والحضارية والاقتصادية ودورها في إثراء ثقافتنا إضافة إلى ما تمثله هذه الآثار من عمق تاريخي لحضارات ورثت لنا العديد من العلوم والفنون التي تعد امتداداً لما وصلنا إليه من رقي وتقدم ثقافي وحضاري في عصرنا الحالي. ونوه د. الغبان بأهمية إبراز أعمال التخريب والتشويه التي تتم ممارستها في المواقع الأثرية التي تتمثل في القيام بالحفر والتخريب للمواقع الأثرية بحثاً عن كنوز مزعومة أو قطع أثرية، إضافة إلى تشويه الرسوم الصخرية والكتابات الحجرية بطمسها أو الكتابة عليها بالدهان، أو نقل الأحجار من المواقع الأثرية واستخدامها في بناء مبان حديثة والتعدي على المواقع الأثرية والبناء بداخلها، كما شدد الغبان على أهمية دور المواطن الحيوي والفاعل في عملية المحافظة على الآثار في ظل انتشار المواقع الأثرية في جميع أنحاء المملكة وصعوبة مراقبتها وحمايتها بشكل دائم. تم التوثيق.. والترميم قريباً ويقول الباحث السياحي عيسى بن علوي القصير أن انتشار الآثار على مساحة شاسعة في الطائف يصعب من عملية المحافظة عليها من قبل جهة محددة، لذا يجب على الجميع التكاتف للحيلولة دون تدمير أي أثر. مشيراً إلى أن هناك نقوشا صخرية يتم العبث بها ومواقع أثرية تتعرض للعبث والحرق مثلما حدث في بعض المساجد الأثرية، كما أن السدود القديمة والآبار والبرك تتعرض للطمر والتكسير وهذا شيء محزن. الاستنزاف بعوامل طبيعية وبشرية. ويشير الباحث الاجتماعي عوض الزهراني إلى أن الآثار تتعرض للتخريب بفعل عوامل طبيعية وعوامل بشرية مما يعرض هذه الآثار إلى الاستنزاف، كما أن الحضارة الحديثة كان لها دور بدون قصد في تبديد جزء من الثروة الأثرية من خلال الزحف العمراني والزراعي فوق المواقع الأثرية دون إدراك لما في باطن الأرض من ثروات نفيسة. ترميم الآثار التاريخية بدأت بسوق عكاظ ويضيف إن إيقاف هذا كله لن يتم إلا بتضافر الجهود، ومشاركة جميع شرائح المجتمع والمنظمات الثقافية والجهات المعنية، وزيادة جرعات الوعي في جميع الوسائل الإعلامية حتى يسلم تراثنا وتسلم مواقعنا الأثرية من التدمير، فما تحويه بلادنا من كنوز أثرية يمكننا من استقراء تاريخ حضارتنا وعرضها للعالم وتهيئتها للزيارة سياحياً من قبل المهتمين بتاريخ وحضارات الشعوب. التاريخ يتعرض للعبث على الجانب الآخر يستنكر المواطن خالد الجودي ما وصل إليه الحال لبعض المواقع الأثرية والتاريخية من تردٍّ نتيجة الإهمال والعبث في آن واحد، ويستدل بقصر(جبرا) الأثري الذي أصبح في حال يرثى لها على الرغم من أنه أحد أجمل القصور القديمة بالطائف، إلا أنه تعرض للعبث على مدار العقود الماضية حتى تهدمت أجزاء منه وأصبح مرتعاً لضعاف النفوس والمجهولين، وأشار إلى أنه شعر بارتياح عندما سمع مؤخراً أن أمانة الطائف بدأت تعمل للحفاظ على القصر من الهدم والإزالة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأن هناك خطة من الهيئة لحمايته والمحافظة عليه، وهذا الموضوع أثلج صدري وصدر كل محب للطائف.