تشكل عمادات شؤون الطلاب بجامعات المملكة واجهة حضارية مضيئة والقلب النابض لكل جامعة والطالب الذي يدخل بوابة العمادة لا يخرج منها غالباً إلا وقد حمل معه التميز والإبداع والخبرة العملية والمهارات والمواهب والهوايات فضلا عن التدريب، وهي أيضاً الطريق والبوابة الأسرع للتوظيف. فعمادات شؤون الطلاب تحتضن بدعم لا محدود كافة الأنشطة اللاصفية من أنشطة علمية وثقافية واجتماعية ورياضية من خلال اللجان والوحدات والإدارات والمراكز المتعددة والنوادي الطلابية كنوادي المسرح والفروسية والتراث الشعبي والجوالة والتصوير الضوئي والقراءة والأدب والخط العربي والإبداع والاختراعات والابتكارات والحاسب الآلي والفلك وغيرها كثير، وكما هو معلوم قد تتميز جامعة عن أخرى من حيث عدد ونوعية تلك النوادي. وما دفعني للحديث عن هذا هو ذلك الحفل الذي أقامته عمادة شؤون الطلاب (عمادة الوفاء) بجامعة الملك عبدالعزيز الثلاثاء الماضي والمتمثل بتكريم 13 عميداً و37 وكيلا لشؤون الطلاب ومنهم من أصبح بدرجة معالي أو مدير أو وكيل جامعة أو عضو لمجلس الشورى وغيرهم ممن تتولى مناصب قيادية، الحفل كان تكريما لمسيرة دامت أكثر من أربعين عاماً حافلة بالعطاء والمساهمة الفاعلة والجهد المميز، ورعى هذه المناسبة نيابة عن مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب الدكتور عبدالله مهرجي وكيل الجامعة حيث كان ديدن الإدارة العليا بالجامعة أن تكون خدمة الطالب أولا ولأجله أنشئت الجامعة وسخرت له كافة الخدمات من سكن وتغذية ومكافآت ورعاية تربوية واجتماعية ونفسية بل وإعانات وقروض للمحتاجين منهم فضلا عن رعاية خاصة لذوي القدرات الخاصة، وهذه المبادرة في التكريم والتي يشكر عليها عميد شؤون الطلاب الحالي الدكتور عبدالمنعم الحياني لهؤلاء الذين سخروا عقولهم وأعطوا من وقتهم الشيء الكثير لخدمة الطلاب، وكلي أمل أن يمتد التكريم إلى وكيلات العمادة وقياداتها الإدارية، ولا يفوتني هنا أن أهمس في أذهان طلاب الجامعات على أهمية الانخراط السريع والمشاركة الفاعلة في الأنشطة الطلابية التي هي بلا أدنى شك تسعى إلى تكوين شخصية الطالب الجامعي المتكاملة والمتوازنة وتصقل مهاراته وتنمي مواهبه وقدراته وتشبع هواياته وتعينه إلى الوصول إلى أهدافه وتحديد مستقبله بأيسر وأسهل الطرق جنباً إلى جنب مع النشاط الصفي أو التحصيل الدراسي.