* بين حين وآخر نقرأ في الصحف قصص التحرش بالأطفال، ولأنني أم لأولاد وأخاف عليهم أتساءل عن كيفية حمايتهم من التحرش وخصوصا في أوقات ذهابهم إلى السوبر ماركت لشراء أغراض أو خروجهم بمفردهم، لأن هذا الأمر يشغلني كثيرا؟ أم وليد (جدة) ** بعرض الاستشارة على الأخصائية الاجتماعية ليلى علي وهبي قالت: للأسرة دور هام في تجنب الأطفال التعرض للتحرش الجنسي، وذلك من خلال تواجدهم الدائم حول الطفل وإشعارهم بحبه وأنه مهم في حياتهم والحرص على توعيته بحواسه والتركيز على مناطق التحرش الجنسي، والسماح له ومشاركته أحاديث الأسرة والسماع لأسئلته والإجابة عليها بعقلانية وتشجيعه على الحديث، والتعرف على أصدقائه وتحذيره أن يصادق من هم أكبر منه سنا. وعلى الأهل مراقبة تصرفات الطفل الحركية والنفسية وتقديم النصح للطفل وتوعيته بأن هناك مشكلة اسمها التحرش بالأطفال، وتكون النصيحة على شكل إيحاء بأن نسرد قصة عند اجتماع العائلة وتكون من مضمونها النصح والتعريف وطريقة الحل مع بث الثقة في الأبناء وإشعارهم بمكانتهم وأنهم أحسن من غيرهم في سماع النصح والطاعة واتباع سبل السلامة من عدم الوقوع في التحرش من الآخرين بأخذ الحذر. ولابد للأهل من تعريف أبنائهم بمعنى التحرش الجنسي وأنواعه، لأن الطفل لا يعرف ما معنى التحرش، وأنه يصنف من أنواع الجرائم حيث يجب أن يعاقب الجاني عليها، ويكون التعريف بطرق التحرش وما هيته من خلال التوضيح له بعدم السماح لأحد بلمس الجسم والأعضاء الحساسة، والقبلة والكلام اللطيف للاستدراج، وجلب بعض السكاكر والهدايا بلا مناسبة ووعده بنزهة في الملاهي أو ترغيبه في الأماكن المثيرة للأطفال. وأخيرا .. الطفل يتكلم عن الاعتداء إذا وجد أن والديه متفقان وأن الحب يسود الأسرة وأنه عضو مهم في الأسرة ويضمن أن والديه لا يؤنبانه أو يتهمانه أنه السبب، وعليهما أن يستقبلا المشكلة بهدوء وروية ولا يرتبكا أمام الطفل ولا يخوفاه مما وقع فيه ولا يضعا اللوم عليه، بل يجب تشجيعه وشكره لأنه أخبرهما بما حصل له ويعدانه بأنهما سيحميانه ويحلان المشكلة، ويخبرانه أن مثل هذه التصرفات الخاطئة يجب أخذ الحيطة والحذر دائما منها، وأن الجاني يجب أن يعاقب لفعلته السيئة وأن هذا العمل ضد الدين والأخلاق والإنسانية، كما يجب تقوية الوازع الديني لديه وأنه إذا استعان بالله سيساعده، وبعد حصول هذا الفعل المحظور يجب مراقبة الطفل وعدم تركه بمفرده والسرحان وتخيل ما حصل والشعور بالوحدة، كما يجب إشراك الطفل بعمل رياضي أو هواية وتكثيف الرياضة الحركية، وذلك بعد عرضه على الطبيب لفحصه وعلاجه، وإذا احتاج الأمر يعرض الطفل لأخصائي أو طبيب نفسي أو اجتماعي ليتم توجيه الوالدين وإخراج الطفل من المشكلة بإذن الله.