منذ أن أنشئ نادي النصر السعودي عام 1955م وهو طرف ثابت في تحقيق البطولات والمنافسة عليها فان لم يكن بطلا فهو وصيف أو عنصر فعال في تحديد هوية أحدهما، فكان وما زال احد أركان الكرة السعودية الهامة.. كانت له صولات وجولات ليتوج هذا الحضور المميز والانجازات المتلاحقة بالتأهل كأول ممثل للكرة الآسيوية في بطولة العالم للأندية في البرازيل عام 2000م فقدم خلالها مستويات مميزة أشاد بها الداني والقاصي، ولكن مع مرور الزمن وبعد رحيل رمزه الاول الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) أصيب الفارس وابتعد عن عشقه البطولات لفترة أقلقت محبيه ومن قبلهم كل مهتم بالكرة السعودية نتيجة لنهش المتربصين لجسده والذين وجدوا بابتعاده متنفسا لهم ليظهروا ما أخفوه طوال السنين التي كانت رماح الفارس توجه لنحورهم فتباكوا بدموع التماسيح وأعلنوا مواراة الجسد النصراوي لمثواه.. ولكن ولأنه النصر الذي يقف خلفه رجال نذروا أنفسهم لخدمته قيض الله له الأمير فيصل بن تركي الذي جاء على ارث ثقيل يحتاج منه للعمل الجاد والضخ المالي الكبير ليعيد العافية لفارس نجد ولأنه يعلم ان ذلك يحتاج إلى وقت وصبر فقد كان يدرك ان النجاح لن يأتي بين عشية وضحاها فأحس من تهمه بقاء الأوضاع النصراوية على حالها بقرب عودته فسنوا رماحهم لمحاربة عمل الإدارة التي استفادت من الأخطاء المتراكمة في الماضي لتسخرها بإطلالة نصراوية قريبة ومشرقة فصبر وعمل بهدوء واستعان بخبرات إدارية وقفت معه وساندته ليظهر عملها منظما وبشعار "العمل بروح الفريق الواحد" فظهر بصيص من النور في نهاية النفق النصراوي المظلم لتكون عودة فارس الكرة السعودية الميمونة لساحة البطولات والانجازات بفضل جهود رمز النصر الثاني الأمير فيصل بن تركي. ولاحت بوادر أمل عودة النصر بعد ان تأهل للمواجهة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين 2012م ليلاقي الأهلي في جدة ويخرج خاسرا 4/1، ليتبعها بالتأهل لنهائي كأس ولي العهد 2013م وتتكرر الخسارة على يد الغريم التقليدي فريق الهلال، فتعالت الأصوات التي يهمها بقاء حال النصر على ما هو عليه لتبقى صورهم حاضرة في أذهان جماهير الشمس مطالبة الأمير فيصل بالتنحي عن منصبه ولكن ولأن كحيلان يعشق التحدي ولا يجد اليأس طريقا لقلبه عاد ولملم الأوراق وأجبر كل محب للكيان على انتظار نتائج عمله الدؤوب ليجني ثمار العمل والصبر في هذا الموسم بتحقيق فريق النصر الكروي الاول بطولة كأس ولي العهد بعد ان رد الدين سريعا لغريمه فريق الهلال. ويقول نائب رئيس نادي النصر العميد فهد المشيقح "لم تأت عودة الفريق النصراوي اعتباطا ولم تكن مفاجأة لمن يعرف حجم العمل المقدم من أعضاء مجلس الإدارة النصراوية وعلى رأسها الأمير فيصل بن تركي الذي قدم الغالي والنفيس ودعم ومساندة أعضاء الشرف لإسعاد الجماهير النصراوية التي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان العالمي هو من يملك اكبر قاعدة جماهيرية بين الأندية السعودية وهذا ما نجح الأمير فيصل بالوصول إليه والذي اتخذ شعار العمل ثم العمل كفريق واحد هو طريق النجاح والوصول وهذا بفضل الله ما تحقق فكانت هذه البطولة هي ثمرة ومنتج هذا العمل التراكمي الذي امتد لسنوات.. والقادم بمشيئة الله أفضل". وشكر المشيقح كل من وقف مع النصر وخص بذلك جماهيره التي كانت الوقود لكل العاملين واللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية في النادي من اجل العمل بلا كلل أو ملل ولم يدخل اليأس في أنفس الجميع «لإيماننا ان من يقف خلفه مثل هذه الجماهير لن يجد اليأس طريقا لنفسه وسيكون النجاح حليفه مهما طال الزمن»، كما رحب بعودة أعضاء الشرف باعتبار ان نادي النصر هو بيت للجميع. بدوره بارك عضو مجلس الإدارة النصراوية فهد الطخيم للجماهير الرياضية تحقيق النصر لهذه البطولة وللأجهزة الإدارية وعلى رأسها الأمير فيصل بن تركي. وقال "تعد بطولة سمو ولي العهد بداية المسيرة المظفرة لحصد كافة بطولات الموسم وأقربها بطولة دوري جميل التي استعصت كثيرا على عرين البطولات وحان الوقت لإخضاعها للفريق النصراوي الذي كان في عودته نيل الدوري السعودي لاهتمام خاص من كافة الدول العربية بل امتد الأمر لبعض الدول الأجنبية وتصدر الهاشتاق النصراوي "متصدر لا تكلمني" حديث المجالس فوصل لكافة البقاع بغض النظر عن نيل النصر بطولة من عدمها ولكنها الكاريزما الخاصة به والتي لا تليق بغير الفارس الذي عاد لامتطاء صهوة البطولات وكذلك خاصة بجماهيره الوفية برغم ذهاب بعض الخصوم لتقليدها ولكنهم فشلوا بتحقيقها لأنها بدأت كماركة تجارية نصراوية". وعن عودة بعض أعضاء الشرف المبتعدين بعد نيل النصر بطولة كأس سمو ولي العهد قال "النصر دائما موجود وكل محب له سيعود لبيته مهما ابتعد لأن النصر للجميع". في المقابل أكد عضو الشرف النصراوي فايز المعجل ان «بطولة كأس سمو ولي العهد صفحة وطويت لأننا نعدها طعما للبطولات القادمة فنحن ندرك حجم العمل المقدم كمهر لكافة البطولات القادمة من خلال تضافر جهود الجميع ووقفتهم الصادقة مع الأمير فيصل بن تركي ليكون تخطيطنا منصبا على تسيد أندية آسيا كما سبق ان وعد أبوتركي». وأثنى المعجل على دور أعضاء الشرف ودعمهم لمسيرة النادي دون تدخلات منهم تربك العمل الإداري المخطط له. وحول ظهور بعض أعضاء الشرف الغائبين وقت التتويج قال "لا يضير ذلك لأنهم يسجلون اعترافا صريحا بنجاح الأمير فيصل وأعضاء إدارته على رسم خارطة العودة النصراوية لميدان البطولات". وشن عبد العزيز الدغيثر عضو مجلس الإدارة النصراوية السابق هجوما على «بعض أعضاء الشرف الذين لا يظهرون إلا وقت المناسبات الكبيرة للترزز ونثر التصريحات هنا وهناك.. والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل كان حضورهم للدعم والوقوف مع الفريق أم كان على طريقة نحن هنا وقت قطف الثمار». وقال "لم يحقق النصر البطولة ويعرف طريق العودة إلا بابتعاد بعض أعضاء الشرف الذين ينالون من النصر أكثر مما يقدمون له بعد ان شنوا حربا ضروسا على كل الإدارات النصراوية السابقة وانتهاء بإدارة الأمير فيصل بن تركي من اجل إسقاطه لأنهم -مع الأسف- لا يريدون نجاح النصر إلا من خلالهم". وأثنى في نهاية حديثه على العمل الجبار الذي قام به الأمير فيصل وبقية العاملين معه كل في مجاله من اجل إسعاد جماهير الشمس "بصراحة انتقدنا عمل الأمير فيصل في بداياته لأنه النصر وعمل الأمير يهمنا نجاحه وبعد اكتسابه للخبرة وحمله على عاتقه كل ما يضمن عودة النصر يجب ان نقدم الشكر له ونشد على يده للاستمرار على نهجه ليكون النصر دائما وأبدا في القمة فالقادم أمامه أصعب والجماهير النصراوية لا ترضى بالقليل وأبارك له هذا النجاح الذي أغاظ الحاسدين الذين لا يهمهم إلا بقاء حال النصر في الحضيض كما أبارك للشارع السعودي قاطبة بعودة النصر التي فيها عودة للكرة السعودية". فوز النصر بهذه البطولة وعودته هو مطلب لكل رياضي محايد.. بهذه العبارة استهل الكاتب والناقد الرياضي عبدالكريم الزامل حديثه الذي جاء فيه "عودة النصر لميدان البطولات هي في مصلحة الكرة السعودية التي تنشد العودة لسابق مجدها وهو الوضع الطبيعي أما غير الطبيعي فهو ان يكون ناد بحجم النصر خارج المنافسة". وشدد الزامل على ان عودة أعضاء الشرف المبتعدين لبيتهم والالتفاف حول الإدارة ودعم عملها هو الطريق الصحيح للوصول للغايات المنشودة "لا شك ان دور أعضاء الشرف مؤثر ولكني لست مع حضور من حضر منهم وقت التتويج ولست ضد من لم يحضر لأنه من الواجب ان تكون أفراح تلك الليلة خاصة بمن صنعوا الانجاز فهم الأحق بالظهور وقطف ثمار عملهم من البقية". ويؤكد الكاتب والناقد الرياضي صالح الصالح ان ما تحقق للنصر هذا الموسم لم يكن ليحدث لولا العمل الجبار الذي قدمه رجل المرحلة الأمير فيصل بن تركي وبقية الأجهزة الإدارية والفنية ودعم أعضاء الشرف المؤثرين "كان وراء هذا المنجز عمل جبار ومتناغم قدم فالإدارة وأعضاء الشرف واللاعبون والجماهير النصراوية الوفية، كل هؤلاء، قدموا عملا جبارا ومتناغما دون تعارض ادوار جهة مع أخرى وهذا ما يجب ان تحتذي به بقية الأندية فالعمل المنظم البعيد عن الارتجال وتداخل الأدوار يحقق النجاح والانجازات".