يسر الله لي زيارة ميمونة لمحافظة العلا أو عروس الشمال كما يطلق عليها، هي واحة خضراء في قلب الصحراء، بل هي سلة غذاء، فهي غنية بالمحاصيل الزراعية المتنوعة من برتقال وليمون وأجود أنواع التمور وأنواع كثيرة من الخضار، تسحرك بكثرة بساتينها الوارفة والنخيل الباسقات، والعلا تجمع بين عبق الماضي المتمثل في العلا القديمة المعروفة بالقلعة والبيوت الطينية، وتجمع بين نهضة الحاضر وروعته، وجمال عمرانه، وزائر العلا يتيه بالنظر لجبالها الشاهقة، التي تتجلى بها عظمة الخالق، وتترك لك فسحة للتأمل في خلق الجبال، فجبالها لها تراكيب جميلة ونتوءات غريبة، وتحف المحافظة من شرقها وغربها، لتتوسد العلا المحافظة السهل بين برواز الجبال، تداعب نسائم النخيل محياها ليبتسم الماضي الجميل على جنباتها، والعلا تضرب بأطنابها في عمق التاريخ، فهي وادي القري المذكور في السيرة النبوية وتضم العلا منطقة الحجر (مدائن صالح) تلك البقعة السياحية والمسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وهي الشامخة حتى يومنا هذا كشاهد على التاريخ وعلى حياة أقوام سابقين، وبقيت ديارهم شاهدا على حضارتهم، وهناك أيضا يجد الزائر بقايا من قطار الحجاز الذي كان يمتد على مسافة 1300 كلم من دمشق حتى المدينهالمنورة إبان الدولة العثمانية، ومما يميز العلا طيبة أهلها وحسن معشرهم، فما أجمل العلا التي زرت وشاهدت. ياسر أحمد اليوبي