رعى صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية، ووزارة البترول والثروة المعدنية، وشركة التعدين العربية السعودية «معادن» وشركاؤها ظهر أمس في محافظة طريف في الحدود الشمالية العقود الإنشائية ومبادرات التنمية المحلية في مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال التي بلغت تكلفتها الإجمالية 36 مليار ريال . شهد الحفل توقيع عدد من العقود الإنشائية لمشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال، ورفع أمير منطقة الحدود الشمالية باسمه ونيابة عن أهالي المنطقة أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على حرصه، حفظه الله، على الوفاء بوعده أن تأخذ المنطقة نصيبها من التنمية بما ينعكس على رفاه المواطنين، مشيرا إلى أن مثل هذا التوجه هو دأب هذه الدولة الفتية ونهجها المبارك الذي لم تحيد عنه يوما ما . وعبر عن سعادته وأهالي المنطقة بهذا المشروع الحيوي المهم الذي ستنعكس آثاره التنموية على المنطقة في القريب العاجل وفي المملكة ككل. وأضاف: أن المشروع امتداد للمشاريع التنموية التي شهدتها وتشهدها مختلف مناطق بلادنا في ظل الرعاية الكريمة التي يحظى بها المواطن من ولاة أمر هذه البلاد، حفظهم الله. وأشار إلى أن مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال سيسهم في إيجاد فرص استثمارية واعدة للمقاولين السعوديين في المنطقة، والمساهمة في إيجاد فرص وظيفية لأبناء المنطقة تحقق لهم مزيدا من الاستقرار، وليساهموا في خدمة وتنمية بلادهم. ودعا سموه كافة الجهات للتعاون والتكاتف لإنجاح هذا المشروع المهم والذي يحمل اسما عزيزا على قلوبنا جميعا هو اسم الملك عبدالله الذي شمل برعايته جميع المواطنين في ربوع مملكتنا الحبيبة، داعيا الباري أن يمد في عمره وأن يسبغ على مقامه الكريم موفور الصحة والعافية لمواصلة مسيرة البناء والعطاء في هذه البلاد المباركة، وأن يحفظ عضديه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي لعهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء . وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي «إن العمل على تنويع مصادر الدخل الوطني هو ما تسعى إليه الدولة، وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، ومن بين ذلك تنمية الاستثمار في الصناعات التعدينية وفي الغاز». وأضاف، أن مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال، من المشاريع المهمة التي تحقق هذا الهدف، إذ تبلغ الاستثمارات المتوقعة في المصانع و البنية الأساسية الموقعة اليوم (أمس) حوالى 36 مليار ريال. وسيكون أحد أهم مخرجات هذه المشاريع كفاءات بشرية مؤهلة تكون رافدا للتنمية الصناعية في المملكة. وأوضح أنه تم إعداد المخطط العام لمدينة وعد الشمال على مستوى مماثل للتجهيزات والخدمات في الجبيل وينبع. وأبدى صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع سروره بتدشين هذه العقود والمبادرات التي قال «إنها تشكل انطلاقة حقيقية للمشروع» . وبين أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع ستقوم بتقديم كافة الخدمات اللازمة للمشروع في رأس الخير، مشيرا إلى أن ذلك يؤسس لتكامل صناعي يعزز من مخرجات الإنتاج البتروكيماوي والتعديني ويقوي من منافستها في الأسواق العالمية. مؤكدا أن هناك تعاونا وثيقا بين الهيئة ومعادن في مجال التعليم و التدريب لتأهيل الشباب السعوديين للعمل في مجال الصناعات التعدينية. إلى ذلك أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية أن مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال سيسهم مساهمة فاعلة في تطوير صناعة المعادن والصناعات التحويلية المرتبطة بها في المملكة. كما سيسهم في تسهيل تطوير موارد الغاز في المنطقة الشمالية الشرقية وموارد الفوسفات وستعمل وزارة البترول و الثروة المعدنية في إطار استراتيجياتها لاستغلال المعادن و الموارد الهيدروكربيونية كمحفز لتطوير صناعات متقدمة تخدم أهداف التنوع الاقتصادي للمملكة. ونأمل أن تكون وعد الشمال محققة لرؤى خادم الحرمين الشريفين لتحقيق التنوع الاقتصادي للمملكة والذي ستسهم فيه جميع مناطق المملكة، وسيتحقق ذلك بالعمل الجاد.وبين أن مشروع أم وعال في وعد الشمال يعزز من نقل وتوطين التقنية الخاصة بصناعة المنتجات الفوسفاتية لتحقيق الميزة التنافسية للمنتجات السعودية في الأسواق العالمية. وأكد الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة أن توقيع عقود المشروع يتواكب مع توجه الدولة التي تمضي قدما في تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة والتنويع الاقتصادي لتأسيس قاعدة صلبة ومتينة يرتكز عليها الاقتصاد السعودي لتحقيق الرفاه للمواطن الذي هو محور التنمية وهدفها. ونوه إلى أن المشروع ستكون له أدوار بارزة في تحفيز دخول قطاعات وشركات صناعية لإنشاء مرافق جديدة لها في هذه المنطقة إضافة إلى تشجيع الانتقال السكاني لهذه المنطقة. ووقع وزير المياه والكهرباء، رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين مع وزير البترول والثروة المعدنية مذكرة تفاهم لتوفير المياه المعالجة عن طريق تنفيذ محطات ضخ وخطوط مياه الصرف الصحي المعالجة إلى موقع مشروع مدينة وعد الشمال بقيمة تبلغ تكلفتها قرابة (1.4) مليار ريال، لتوفير مياه التبريد والمياه الصناعية للمدينة، وسيكون لهذا المشروع أثر تنموي ومردود إيجابي في المحافظة على احتياطي المياه الجوفية في المنطقة والري والمحافظة على البيئة في المدن الشمالية. من جهة أخرى أوضح الدكتور لؤي المسلم أن شركة المياه الوطنية ستزود مدينة وعد الشمال ب 250 ألف متر مكعب يوميا من المياه المعالجة ، متوقعا أن يتم الانتهاء من المشروع في عام 2017م. من جانبه، أكد وزير النقل، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ الدكتور جباره بن عيد الصريصري ثقته في أن تسهم هذه المشاريع في تطوير مناطق شمال المملكة وتحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق، مشيرا إلى أن وزارة النقل ستستحدث عددا من مشاريع النقل بما يتواكب مع قيام مدينة وعد الشمال وربطها بالمدن الأخرى. ووقع المهندس عبدالعزيز التويجري رئيس المؤسسة العامة للموانئ عقد إنشاء أرصفة وعد الشمال في ميناء رأس الخير، وأوضح أن مدة تنفيذ إنشاء أرصفة وعد الشمال في ميناء رأس الخير تقارب 31 شهرا من تسليم الموقع. وقال الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني «إن المؤسسة ستعمل جنبا إلى جنب مع وزارة البترول والثروة المعدنية، وشركة معادن والمشاريع المستقبلية في توجهها لتأهيل الكفاءات الوطنية لشغل فرص العمل التي ستتوافر في مدينة وعد الشمال»، وأضاف: سيتم تشغيل هذا المعهد من خلال استقطاب أفضل الكفاءات والأنظمة في هذا المجال. من جانبه، عبر المهندس خالد بن صالح المديفر الرئيس التنفيذي لشركة «معادن» عن سعادته للبدء في إنشاء مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال، من جانبه قال المهندس محمد بن حمد الماضي، نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي: «إن (سابك) تعتبر الاستثمار في مدينة (وعد الشمال) منسجما مع خطتها الاستراتيجية 2025». من ناحيته، قال رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح: « أسفرت أعمال استكشاف الغاز لأرامكو السعودية في المنطقة الشمالية الشرقية ولله الحمد عن اكتشافات جديدة للغاز غير التقليدي في هذه المنطقة، ستمكن من رفع الإمدادات المتوفرة من الغاز بأكثر من ثلاثة أضعاف. وسيتم توفير هذا الغاز لمشاريع مدينة وعد الشمال ومشروع توليد ضخم يضاف إلى منظومة توليد الطاقة الكهربائية في المملكة بكفاءة أعلى، توفر الموارد الهيدروكربونية، بالإضافة إلى توفير الطاقة الكهربائية اللازمة للصناعات المختلفة في مدينة وعد الشمال، وستستمر أرامكو في أعمال الاستكشاف في المنطقة الشمالية الشرقية وستكون مدينة وعد الشمال مركزا مساندا لتلك الأعمال.