أسدل زوج في العقد الرابع من عمره الستار على حياته الأسرية التي سيطرت عليها الخلافات العائلية بإطلاق النار أمس على زوجته ليصيبها بست رصاصات نافذة أدخلتها العناية الفائقة في مستشفى النور التخصصي، فيما اختار لنفسه نهاية شبه أكيدة بإطلاق رصاصتين على نفسه أمام المحكمة العامة في مكةالمكرمة ظهر أمس. وهزت الجريمة التي وقعت في حي كدي الوسط المكي في حين نجا والد الزوجة وابن عمها من موت محقق، بعد أن أخطأتهما الطلقات العشوائية التي تطايرت من مسدس الجاني، بينما فر ابن عم الزوجة من موقع الحادثة لينجو بنفسه كذلك من موت محقق. وفتحت الجهات الأمنية في العاصمة المقدسة ممثلة في شرطة أجياد وهيئة التحقيق والادعاء العام تحقيقا موسعا في الحادثة الغريبة، فيما طوقت نحو 16 دورية أمنية مسرح الجريمة أمام المحكمة العامة ووضعت شريطا أمنيا لاصقا على الموقع في المواقف المخصصة للمحكمة، فيما رفعت فرق الأدلة الجنائية كافة الأعيرة النارية والآثار والبصمات للحادثة. وكشفت مصادر «عكاظ» أن الخلاف نشب بين الزوج وزوجته منذ فترة ولم تفلح مساعي الصلح في ردم هوة الخلاف بينهما ما دفع الزوجة لطلب الطلاق من الزوج من خلال المحكمة العامة، حيث كانت أمس موقع الجلسة الثانية التي حضرها الزوج وكان منفعلا جدا وفاقدا لضبط مشاعره ما دفع القاضي لتأجيل الجلسة للأول من جمادى الأول المقبل مع طلبه منهما الإحالة للجنة إصلاح ذات البين ولاسيما أن بينهما 3 أبناء. وما إن خرجت الزوجة التي كانت برفقة والدها الخمسيني الذي يدفعه على كرسي متحرك ابن أخيه، كان الجاني قد سبقهم لمواقف السيارات، وأثناء اقترابهم من السيارة تفاجأوا بخروجه عليهم في حالة هستيرية شاهرا مسدسا في وجوه الجميع ولم يتوان لحظة ليطلق على زوجته ست رصاصات أصابها في أجزاء مختلفة من جسدها لتسقط على الأرض دون حراك فيما أطلق ابن عمها رجليه للريح هاربا من المكان، ليرتمي الأب على جسد ابنته فظن الزوج أنه أصابهما ليعود فورا لسيارته ويطلق النار على نفسه برصاصتين إحداها اخترقت بطنه لكنه ظل في وعيه ما دفعه لوضع المسدس في فمه ليطلق منه رصاصة اخترقت وجهه. ويقول شهود العيان للحادثة وهم حراس أمن المحكمة العامة في مكة ل «عكاظ» والذي تحدث نيابة عنهم محمد العتيبي قائلا: «رأيته خارجا غاضبا جدا، وصوته عال، وبعد خروج الزوجة ووالدها فجأة سمعت صوت الأعيرة النارية، فهرعت للمواقف ورأيته يلاحق الشاب الذي كان معهم ثم عاد وأفرغ بقية الرصاصات من مسدسه في جسد زوجته، ووالدها بجوارها ثم رأيته يصعد إلى سيارته ويطلق على نفسه رصاصتين.. لقد كان المنظر مهولا جدا ومرعبا». وعلمت «عكاظ» من مصادر طبية أن الزوج لا يزال وضعه الصحي حرجا وصعبا للغاية نظرا لاختراق الرصاصة لأجزاء من رأسه فيما وضع الزوجة في العناية الفائقة وبدأت حالتها في الاستقرار التدريجي وفرضت الجهات الأمنية طوقا أمنيا على طوارئ مستشفى النور خوفا من حدوث تداعيات من قبل أسر وأقارب الزوجين. من جهته أوضح الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة المكلف المقدم زكي بن سالم الرحيلي، أن زوجا أطلق النار على زوجته وعلى نفسه بعد خروجهما من المحكمة العامة، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة كافة تفاصيل الحادثة ومسبباتها، فيما لا تزال حالة الزوجة الصحية خطيرة جدا، حيث باشرت فرق إسعاف طبية للموقع لنقل المصابين في الحادثة. بنبرة حزن وأسى وصدمة لم يفق منها بعد روى ل «عكاظ» أمس والد الزوجة (ظ. ش) فضل عدم ذكر اسمه، تفاصيل المأساة التي وقعت والعبرة تخنقه، حيث قال «منذ فترة ونحن نبحث عن حل للمشكلة العالقة بين ابنتي وزوجها التي لا تريد منه سوى الطلاق فلم يعد أمامها أي حل آخر، لديها 3 أبناء وهم في حضانته، لا نريد منه شيئا، كان طلبا واضحا للقاضي، لكن رأى القاضي تأجيل الجلسة الثانية أمس لتكون جلسة ثالثة في أول جمادى الآخرة، وتابع «خرجنا من المحكمة وكان يرفع صوته ويهدد أثناء الخروج، لم نأبه كثيرا لذلك لكن المفاجأة كانت حين وصولنا للمواقف وقبل أن نصل إلى سيارتنا حيث كانت ابنتي بجواري وأنا على كرسي متحرك، حيث أجريت عملية قلب مفتوح قبل فترة، وكان يدفعني ابن أخي ليظهر لنا الزوج وهو في غاية الغضب ويشهر المسدس في وجوهنا عندها لم أعد أسمع سوى صوت استغاثة ابنتي الذي تعالى مع أصوات رصاص المسدس، رأيتها وقعت على الأرض مضجرة بالدماء فرميت نفسي عليها فورا، كان حينها يعتقد أنه أصابني وأصابها وكانت الدماء سيدة الموقف، هنا عناية الله تلطف بي، فرأيته يتجه إلى سيارته الحمراء بجوارنا ويجلس فيها ويطلق النار على نفسه وهنا لم أعد أدرك ما حولي حتى تحلق الناس حولنا ووصلت الجهات الأمنية». وأضاف الوالد المكلوم «لا حول ولا قوة إلا بالله، أخشى على زوجتي وابنتي اللتين يقضيان دورة تدريبية في الطب بدبي، ولا أعلم كيف حلت علينا هذه المصيبة وأسال الله أن ينجي ابنتي التي ترقد في العناية المركزة في مستشفى النور التخصصي بعد إصابتها بست طلقات نارية».