محظوظ من حسب اليتم مقتصرا على من فقد أحد الوالدين.. ذلك اليتم الذي سيكون مضاعفا لو كان بفقدان الأم.. شعور خفي في حروفنا ال28 لم تجد المصطلح لاختصاره بكلمة واحدة... كتبنا ومؤلفوها نسوا أن يخلدوهم بين ثنايا الورق ولو بعبارة غير مباشرةحتى من كان اختصاصهم الأسرة ومشكلاتها الاجتماعية غفلوا عنهم... اليتيم من غيب الموت أحد والديه، ومات معهم ما يمنحون من مشاعر.. واليتيم أيضا من غيب عنه والداه مشاعر الأبوة أو الأمومة عمدا.. من يقضي يومه كاملا في العمل لدرجة تصل به للعودة في وقت متأخر من الليل أو ساعات الفجر وقد خلد أطفاله للنوم العميق وأصبحوا في عالم ليسوا بحاجة إليه هؤلاء الأطفال يشعرون باليتم.. يزعم ويتوهم أنه يفعل ذلك لأجل سعادتهم.. يظن أن المادة كل حاجتهم وكل منتهى رغبات أطفاله ويغفو عن مسؤولياته في الاقتراب أكثر من أطفال.. لا يدرك أن بمقدروه تقديم الكثير دون عناء بمجرد أن يطبع قبلة على جبهة صغيره التي تعادل أثمن كنوز العالم بالنسبة له.. غير أنه يتوهم جاهلا متجاهلا أنه يغرس إحساس اليتم في أطفاله وهو بعيد عنهم. الأم.. تلك الأم التي تنجب أبناءها ولا تتولى مهامها كأم، وتعد المهمة لمربية منذ المهد وتنشغل بأمورها الحياتية إهمالا وتناسيا لدورها كمربية ومنشئة أجيال تغرس في أطفالها إحساس اليتم وهي بينهم. أرصدة السعادة وحدها الحقيقة الخالدة وما سواها وهم زائل لا محالة... يكبر الأطفال ويكبر معهم شعور النقص.. يدركون واقعهم المرير.. كأشجار غضة سهلة السقوط.