•• من الواضح أن فريق النصر مصمم - هذا العام - على تحقيق جميع البطولات وليس فقط بطولة كأس سمو ولي العهد التي أحرزها مساء أمس الأول السبت بعد فوزه على الهلال (2/1) بعد مباراة قدم فيها الهلال مستوى جيدا وإن بدا أقل جاهزية وتكاملا في صفوفه الثلاثة.. •• فمن الناحية الفنية.. فإن توتر الفريقين العصبي وحرصهما على الفوز بالنتيجة أسهم في إضعاف المباراة وكثرة الأخطاء بها.. وذلك هو حال المباريات النهائية التي ينعدم فيها التركيز وتسود الأخطاء وتأتي معها الأهداف. •• وكما هو النصر - في هذا العام - فإن من الواضح أنه الفريق الأقرب إلى التكامل في خطوطه الثلاثة.. وفي القوة والأمان في منطقة حراسته.. الزحف نحو بطولة الدوري •• وكما حقق كأس بطولة سمو ولي العهد بعد هذه المباراة القوية .. فإنه - على ما يبدو - مصر - هذا العام - على تحقيق الدوري.. وذلك بفعل الفارق في عدد النقاط بينه وبين الهلال بواقع (6) نقاط حتى الآن.. وهو فارق يجسد الفروق الكبيرة بين «العالمي» وبين بقية الفرق.. بما فيها الهلال الذي يمتلك الخبرة لكنه يعاني من منطقة وسط تعاني من الاهتزاز وبطء الحركة وعدم دقة التحضير كما ظهر في هذه المباراة وكذلك من فجوة كبيرة بين المهاجم الصريح «ناصر الشمراني» وبين وسطه البعيد عنه بسبب انشغال «نيفيز» بالقيام بأدوار مزدوجة بين الهجوم والدفاع لتغطية ضعف الطرف الأيسر نتيجة تراجع مستوى نواف العابد وعدم قدرته على مجاراة مباراة سريعة وقوية أدارها النصر من الناحية اليمنى بحيوية كبيرة عن طريق الظهير «خالد الغامدي» الذي سيطر على منطقته بصورة كاملة.. في الوقت الذي كان فيه حسين عبدالغني في منطقة الظهير الأيسر يقظا ومتوازنا في تحركاته إلى الأمام وقلص من خطورة الجناح الهلالي الأيمن «سالم الدوسري».. في الوقت الذي كان متوسطا دفاع النصر «محمد حسين/ وعمر هوساوي» موفقين في إجهاض محاولات «ناصر الشمراني» الهجومية القوية ومحاولات «نيفيز» المتكررة للتقدم وغزو المرمى النصراوي. •• ولولا غياب «مهاجم النصر» البرازيلي التام في هذه المباراة وإضاعته عدة فرص مؤكدة لخرج النصر بعدد وافر من الأهداف كنتيجة طبيعية لتحركات «محمد السهلاوي» الخطرة على كامل خط الدفاع الهلالي.. وكذلك لتفوق منطقة الوسط المحكمة الإغلاق من قبل «إبراهيم غالب» والمشتعلة بالحركة من جانب «شايع شراحيلي». •• ويمكن القول إن منطقة وسط النصر هي التي رجحت كفة الفريق وفرضت الطريقة النصراوية على المباراة أكثر فتراتها.. رغم محاولات «نيفيز» الفردية للتقليل من خطورة الوسط النصراوي الذي تكاملت عملية إحكامه السيطرة على المباراة بدعم حقيقي ومستمر ومتواصل من متوسط الدفاع «محمد حسين» والظهير الأيمن «خالد الغامدي».. وإن لم يكن «محمد نور» سيئا في الشوط الأول .. وساهم في إغلاق المنطقة وتحريك الهجوم كثيرا.. والعمل من خلف «السهلاوي» بشكل قوي.. وإن لم تساعده لياقته البدنية في الاستمرار طويلا.. بعد أن لعب هذه المباراة بفارق الخبرة وليس المجهود.. تغييرات نصراوية غير موفقة •• لكن هذا الفارق في مستوى الأداء العام بين الفريقين لصالح النصر تقلص بعد قيام المدرب «كارينيو» بتغيير «محمد نور» ب «يحيى الشهري» و«عوض خميس» ب «عبدالرحيم الجيزاوي» وأخيرا «حسن الراهب» ب «إيلتون».. فقد وضح أن الشهري والجيزاوي غير جاهزين لتقديم مستوى أفضل من سابقيهما حيث أكثرا من «الاحتفاظ» بالكرة .. وقتلا «رتم المباراة» وساعدا الهلال على التحرك والسيطرة على الجزء الأخير من المباراة.. ولم يغير نزول «الراهب» المتأخر بدلا من «إيلتون» لأنه لم تكن هناك سوى دقيقتين على انتهاء هذه المباراة.. غير أن الهلال لم يستطع الاستفادة من تعب النصر وسوء تغييراته.. لأن إنزال ياسر القحطاني بدلا من كريري.. مع اختلاف الوظيفتين لم يكن موفقا بالرغم من أن «كريري» لم يكن في المستوى المطلوب وترك «كاستيلو» وحيدا بمواجهة (4) لاعبين في وسط النصر يتحولون إلى (5) مع الهجمة طوال الوقت.. أين الدوسري من البداية؟ •• كما أن نزول «عبدالعزيز الدوسري» في وقت متأخر رغم عدم فعالية «نواف» منذ البداية قلل من أهمية محاولاته الجادة للوصول إلى المرمى.. ولو لعب المباراة من بدايتها لنشط الجهة اليسرى.. ولتبادل المراكز .. مع كل من «ناصر» و«سالم» ولشكلوا خطورة أكبر على دفاع النصر ومرماه.. •• ومع أن «سلمان الفرج» كان جيدا خلال الفترة القصيرة التي لعبها بديلا ل«الزوري» إلا أن تغيير «الزوري» لم يكن مفهوما.. لأنه أدى واجباته بصورة كاملة طوال الوقت الذي لعب فيه.. بل وقاد هجوم الهلال على الطرف الأيسر عوضا عن «نواف» الذي لم يكن جاهزا لمسايرة إيقاع المباراة السريع.. •• ولذلك فإنه يمكن القول إن لاعبي الفريقين تحملا مسؤولية المباراة وفقا لاجتهاداتهم.. وخبراتهم الخاصة.. وليس لأي من المدربين دور مباشر ومؤثر في تغيير مساراتها على مدى الشوطين.. وهذا يعني أن مسؤوليتهما يجب أن تبدأ من الغد لمعالجة بعض الاختلالات الموجودة في الفريقين وتصحيح أوضاعها.. كريري.. غير جاهز •• الهلال بحاجة ملحة.. إلى رفع كفاءة الوسط.. بعد أن وضح أن إبعاد «كريري» عن التشكيلة الأساسية عدة مباريات قد خفض من طاقته اللياقية.. ومن سرعة حركته.. وضعف تمركزه بشكل صحيح لمجاراة «كاستيلو» والتكامل مع «نيفيز» أمامهما والبحث في نفس الوقت عن «جناح أيسر» ومضاعفة الاهتمام بحالة «نواف العابد» وتحسين مستوى لياقته.. ونفسيته على ما يبدو لرفع مستوى الناحية اليسرى في الفريق. •• أما الخلل الآخر الذي يتوجب على «الجابر» أن يلاحظه فهو رفع مستوى الانضباطية لدى ظهيري الفريق (الشهراني/ الزوري) لأنهما يتسرعان في الاندفاع أماما ويتركان منطقتيهما خاليتين.. لأي فريق يعرف كيف يستغل تقدمهما المبالغ فيه وراء الهجمة.. وقد استغل النصر تقدم الشهراني.. وأرسل لاعبو وسطه كرات طويلة إلى لاعبيه.. وأحسنوا استغلال الفراغات التي كان يحدثها تقدمه.. وكانت دراستهم لخط ظهر الهلال قد أغرتهم باستخدام الكرات الطويلة إلى مساحات فارغة في الناحية اليمنى لدفاع النصر .. بالرغم من الجهود المضاعفة التي بذلها «ديقاو» للحلول محل الشهراني .. وإن شغل أكثر الوقت بمراقبة مهاجم النصر «إيلتون» وشل حركته تماما.. •• وإذا لم يتنبه أحد المحورين إلى تقدم أحد الظهيرين ويعد إلى الخلف لإغلاق المنطقة فإن الهلال سيتعرض لغزو سهل من منطقتين مهمتين رغم تميز الظهيرين.. لولا انزلاقاتهما غير المحسوبة إلى الأمام.. أخطاء النصر قابلة للعلاج •• وبالمقابل.. فإن النصر بحاجة إلى أن يعالج الأخطاء التالية حتى لا يفقد أوجه التميز ومصادر القوة لديه منها: (1) حاجة محمد حسين وعمر هوساوي.. إلى تناغم أكبر بينهما وإلى اكتساب مهارات أفضل للتعامل مع الكرات الأرضية والعرضية.. لأن فرص تجاوزهما بكرات بينية محكمة تظل واردة لاسيما إذا لعب الفريق المقابل أمامهما بمهاجمين ومحور ذكي يصنع لهما كرات قاتلة وسريعة. كما أن انزلاقهما السهل إلى المقدمة يعرض منطقتهما لخطورة كبيرة إذا عرف الهجوم المقابل كيف يتمركز في المقدمة ولا يتراجع خلفا ويعتبر هدف «الهلال» الوحيد دليلا على وجود هذا الخطأ في منطقة عمق دفاع النصر.. وإن كان اللاعبان قمة في التصدي للكرات العالية سواء جاءت من الأطراف أو من الوسط.. (2) اختلاف طريقة لعب إبراهيم غالب عن طريقة محمد نور مما يعرض منطقة الوسط لخلل كبير.. يستغلها الهجوم المقابل بسهولة.. لأن محمد نور يلعب بطريقته التي اعتاد عليها في الاتحاد وهي طريقة تجاوزها النصر باللعب المباشر وسرعة التخلص من الكرة والاعتماد على «الكرات» الطويلة على الجانبين.. ولولا «حيوية» شايع شراحيلي.. وحركته كمحور متقدم خلف المهاجمين وخلفه «إبراهيم غالب» لما تحققت السيطرة للنصر في وسط الملعب. وأمام مدرب «النصر» خيار من خيارين.. فإما أن يتمكن من تغيير طريقة نور.. باللعب المباشر وعدم الدوران حول نفسه والسقوط المتكرر على الأرض.. وإما أن يبحث له عن شاب جديد يتكامل مع كل من (إبراهيم وشايع). وإذا لم يتمكن من تجهيز البديل الأفضل.. فإن خبرة نور وحدها لن تمكنه من مجاراة طريقة النصر في لعبه الكرة الأوروبية من لمسة واحدة .. وهي التي مكنته من التفوق هذا العام على أقرانه. (3) على المدرب النصراوي أن يستقر على لاعب أساسي لمشاركة «السهلاوي» في اللعب كمهاجم أساسي صريح.. بدل حيرته بين «عماد/ وإيلتون/ والراهب) وفي تصوري أن (الراهب) في الوقت الراهن أكثر خطورة في منطقة الصندوق.. من (إيلتون) و(الحوسني) وإن كان عليه أن يختار كلا منهم حسب خطة الفريق الآخر وطبيعة خط الظهر المقابل أمامه.. فقد يفيد «إيلتون» في مباراة بعينها.. ويكون «الحوسني» أكثر فائدة في مباراة يفتقد دفاع الفريق الآخر إلى السرعة .. ويستثمره «عماد» بسهولة .. وإن كان «الراهب» أكثر الثلاثة جاهزية في معظم المباريات الآن.. لا تلوموا سلطان على الهدف •• أما الهلال فإنه وبالرغم من الخطأ الذي وقع فيه سلطان بالنسبة لهدف النصر الأول .. إلا أنه لاعب جيد يمتاز بالحيوية.. وحسن التمركز .. وبالحركة أماما ودعم الوسط في كثير من الأحيان.. ولا يعيبه الخطأ الذي وقع فيه.. لأنه ما كان يمكن أن يفعل أكثر مما فعل وقد ارتكب مدافعون عالميون أخطاء.. من هذا النوع في خط الستة كثيرا.. •• ويمكن القول إن رباعي الدفاع الحالي جيد ويتطور بسرعة ولا يحتاج المدرب (سامي الجابر) إلا إلى التأكيد عليهم بأهمية الانضباط.. وتبادل المراكز بسرعة وإغلاق منطقة الظهيرين جيدا في حالة تقدمهما.. والتكامل مع المحور الدفاعي في مثل هذه الحالات.. •• ولو حدث هذا .. وتجنب «ياسر الشهراني» إرجاع الكرة إلى الخلف دون مسح منطقة الدفاع والتأكد من خلوها من اللاعب الخصم.. كما وقع في هذا الخطأ في هذه المباراة وكاد يسجل منها «إيلتون» هدف النصر الثاني فإنه من أفضل من يملأ منطقته.. شريطة أن يكون «ديقاو» خلفه على الدوام لتغطية حالات تقدمه مع الهجمة.. قرارات شجاعة منتظرة من سامي •• وكعادة الفريقين الكبيرين .. فإن هذه الهفوات البسيطة ومعظمها يرجع إلى التكتيك.. أو نقص اللياقة لا تقلل من قيمتهما كفريقين كبيرين.. وإن كانت أسهم النصر ما زالت هي الأكبر للفوز ببطولة الدوري وذلك إذا لم يتمكن سامي الجابر من الاستقرار على تشكيلة لا تعاني من التذبذب والقصور الحالي. •• وعليه أن يتخذ قرارات شجاعة لإيجاد مهاجم ثانٍ إلى جانب «ناصر الشمراني» بعد أن ابتعد «ياسر القحطاني» عن مستواه الطبيعي ولم تعد الخبرة كافية للعب بشكل أساسي.. •• كما أن عليه أن يحسن اختيار محور دفاعي آخر يكمل جهود كاستيلو.. وإن كان «سلمان الفرج» جاهزا لهذا الدور بدل إحلاله محل الزوري .. أو إحلال «كريري» في منطقة تتطلب حيوية أكبر.. بعد أن تغير مستوى أدائه في الهلال عما كان معروفا عنه في الاتحاد وفي المنتخب على حد سواء.. حراسة الهلال غير مطمئنة •• ولعل الأهم من كل هذا هو أن يبحث له عن «حراس» يحمون مرماه بعد أن وضح أن لديه مشكلة في هذه الخانة الخطيرة.. وغير المطمئنة للدفاع .. والمغرية لهجوم الفرق الأخرى بالتهديف صوب المرمى الهلالي من أي مكان.. كما أن عليه أن يبحث عن مهاجم صريح يعوض ناصر الشمراني في حالة إصابته - لا سمح الله.. لأن دكة الهلال فقيرة في هذا الجانب فقرا شديدا.. •• هذه النقاط لا يجب التهاون في معالجتها، وإلا فإن الهلال مرشح لخسارة مباراة البطولة القادمة.. وربما لخسارة سامي الجابر أيضا.. •• وإذا أراد سامي أن يتجنب هذه النتيجة.. ويدفع الهلال إلى البحث عن المدرب الذي ينتشل الهلال من الحالة المتراجعة التي هو فيها فإن عليه (وفورا) أن يتجه إلى أحد حلين. •• إما الاستعانة بلاعبي النادي من الشباب الجدد والواعد لرمرمة فريقه الأول الذي يعاني في جميع خطوطه الثلاثة وفي الحراسة.. •• وإما أن يتجه إلى الاحتراف ويبحث هو ومن حوله من الخبراء في هذا المجال عن لاعبين أجانب يصنعون الفارق.. لتغذية «الهجوم أولا» بمهاجم آخر لكي يلعب الفريق بخطة: (3/3/4) إلى جانب ناصر الشمراني وسالم الدوسري.. كما يجب عليه أن يسند منطقة وسطه ليجد اللاعب المؤهل للعب إلى جوار «كاستيلو» وأمامهما «نيفيز» وإن كان نظام الاحتراف لا يسمح له بأكثر من (4) لاعبين في وقت واحد.. مما يدفعه إلى صناعة لاعب محلي وليس شرطا أن يكون من خارج الحدود.. إلى جانب حاجته إلى من يحسن متسوى دكة الاحتياط لأن العناصر الموجودة عليها بحاجة إلى رفع مستوى اللياقة.. ومعالجة بعض أوجه القصور لديها ورفع مستوى التجانس بينهم وبين عناصر اللعب الأساسية وذلك ممكن إذا وجدوا اهتماما كافيا من الفريق الفني بالنادي.. وبدون ذلك فإن الهلال سيظل يعاني بالرغم من إمكانياته الكبيرة في استرداد مكانته «فنيا» و«لياقيا» و«خططيا» وعملياتيا.. في وقت قصير.. •• ويمكن للهلال في المرحلة القادمة الاستعانة بمساعد مدرب أجنبي إلى جانب سامي حتى يتكامل جهدهما ويعيدا للهلال وهجه وتميزه وقدرته على صنع الفارق في الملاعب السعودية على الدوام.