أصبحت الوسائل الذكية هاجسا بالنسبة للشباب من الجنسين، وتحولت الأجهزة الذكية بكافة منظومتها إلى أداة تغيب التواصل الاجتماعي، إذ أن التراسل بهذه الطرق أصبح بمثابة غيوم داكنة، ما أدى إلى تحول الكثير من مدمني هذه الوسائل إلى انطوائيين من الدرجة الأولى. وأجمع عدد من الشباب أن معظم المجالس العائلية والشبابية تشهد انشغال البعض من أفراد الأسرة بالهواتف الذاكية وبالتحديد بوسائل التواصل الاجتماعي وأنها غيبت التواصل الحقيقي بين الناس فبدلا من أن يلتقي الشباب أو أفراد الأسرة ويتبادلون الأفكار والخبرات ويتحدثون في الهموم العائلية أو الهواجس التي تهم الشباب نجد أن كل واحد منشغل بهاتفه الذكي وبالتراسل مع أشخاص آخرين. وفي هذا السياق أوضح أحمد حيدر أن الوسائل الاجتماعية أصبحت هي المتنفس الذي يشغل فيها الشاب وقته حيث تعتبر تلك الوسائل الحديثة من العوامل الرئيسة التي تشغل عقول الشباب كما تعتبر وسيلة لنقل المعلومة والفائدة للجميع. وأضاف أن عددا من الوسائل المعروفة ومنها التويتر، والفيسبوك، والواتساب وغيرها من الوسائل الإلكترونية الجديدة غيبت التواصل الاجتماعي بين الناس وحولتهم إلى أداة تخضع لهذه الوسائل. وبين هشام عمر أن ظاهرة الوسائل الإلكترونية محل اهتمام جميع الأطياف العمرية بدون تفرقة نساء ورجال وأطفال حيث أصبح الطفل يتسلى بالآيباد وكذلك لعبة «قيمزر» والتي باتت تجعل الطفل يلعب بها بشكل جنوني لتصل إلى أكثر من ساعات في اليوم حيث ينام ويستيقظ عليها بشكل يومي. أما إذا تحدثنا على الشباب فإن الوسائل الاجتماعية قد تغيرت وتحول أسلوب حياة الشباب إلى ركض خلف أحدث الإصدارات في الأجهزة الذكية مستقر ونحن نعلم أن الشاب يتعامل مع تلك الوسائل بصورة غير صحيحة في بعض الأحيان ولكن إذا رجعت إلى الخلف تكتشف أنه منذ سنوات مضت راجت موضة جهاز البلاك بيري وبمرور السنوات دخلت وسائل أخرى وقل الاهتمام بالبلاك بيري. وأضاف أن الآباء كذلك يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أصدقائهم وأقاربهم. من جهته قال زياد شكري، نحن مجتمع لا ندعي المثالية أبدا والحقيقة أن أي شاب يستعمل الوسائل الإلكترونية بصورة كبيرة حيث أصبح في كل منزل شخص كبير أو صغيرة يمتلك هاتفا يحمل فيه عددا من البرامج الحديثة والدليل على ذلك عندما تنقطع الشبكة فجأة تجد أن المدمن على استخدام الوسائل الإلكترونية يعيش في حالة من القلق وعدم الاستقرار وينتظر رجوع الشبكة بفارغ الصبر. وبين محمود باسعيد أن حال معظم العائلات قد تغير تماما والسبب هو أنك تجد كل شخص من أفراد العائلة في مجلس الأسرة يشغل نفسه بجواله وبالتحديد بالوسائل الموجودة لديه فقد ينشغل الجميع في مجلس العائلة بتصفح هواتفهم الذكية، وهكذا يصبح المجلس صامتا دون حديث أو حكي وسبب ذلك الصمت تلك الأجهزة والوسائل الحديثة ولكأنما الهواتف تتحدث والأشخاص هم عبارة عن جسم صامت ولكن يصبح الوضع أكثر سوءا حيث يترك المضيف ضيفه وينشغل بالهاتف الذكي.