* لا اعرف كيف ابوح عن مشكلتي ، ولكنها باختصار ان شخصية زوجي معقدة ، فلا يتقبل رأيي في كثير من المواقف ويفرض رأيه حتى لو كان خطأ، وللأسف لم اكتشف هذا الأمر الإ بعد مرور شهور من زواجنا، وهذا الأمر للأسف جعلني اتردد في اتخاذ بعض القرارات خوفا من ان تحدث بيننا مشاكل تكون نهايتها غير سعيدة واعود الى اسرتي حاملة لقب مطلقة، فبماذا تنصحوني؟ فوزية (جدة) ** بعرض القضية على استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد قال: التعقيد الفكري جزء من سمات الشخصية، والذي نجده في بعض أنواع اضطرابات الشخصية المعروفة، والتي يأتي في مقدمتها الشخصية الانضباطية، وهي شخصية تميل للتفكير المتطرف بعض الشيء، بمعنى إما أن يكون صحيحا أو خطأ تماما (100%)، بمعنى لا وسطية في هذا الموضوع، فهنالك الشخصية المزاجية التابعة لمزاجها، فعندما تكون في حالة مزاجية مرتاحة، فإنها تعطي أعلى درجات التقييم، ولكن اذا كان المزاج مكتئبا وفيه نوع من الغضب، فعملية التقييم تكون متدنية تماما، والإنسان المعقد هو نمط لشخصيته وطبيعتها، فالأشخاص المعقدون هم الذين يخلو تفكيرهم من المرونة، وهناك نوع من الصرامة والتذمر والتطرف في فكرهم دائما، بل ويرون أنفسهم أنهم على صواب والآخرون على خطأ، ومن هنا تقع بعض المشاكل المترتبة من هذا النوع من الشخصيات المعقدة، مما يسبب مشاكل في علاقاتها مع الآخرين، وبالذات مع الزوجة والأبناء والأصدقاء وتتميز هذه النوعية من الشخصيات بقلة الصداقا وضعف في علاقاتهم بالآخرين. وأن الشخصية المعقدة تخلو من الحميمية، ودائما تكون بعيدة عن أجواء التجمعات وتميل إلى الانزواء إلى حد ما، لأنها تعتقد أنها على صواب وغيرهم على خطأ، والآثار السلبية من هذا النوع من الشخصيات تمتد إلى عمق العلاقة الزوجية، والتي قد تصل أحيانا إلى حدوث الانفصال لأن الزوج يريد أن تكون الزوجة تابعة له بشكل تام، ويرفض أن يكون لديها شخصية، بل ويعتبر قراراته هي الصائبة وكلمته النافذة وغير قابلة للتراجع والنقاش، وهي شخصية صعبة، وأحيانا تكون شخصية متسلطة ومغرورة وثقتها بنفسها أكثر من اللازم، حيث يوجد في تعامل «المعقدين» مع ذاتهم خلل لأننا نجدهم صارمين في العلاقات والرغبات واتخاذ القرارات، بل ونجدهم في المقابل أشخاصا مترددين ومندفعين، وليس لديهم شعور بالاستقلال النفسي، مما يؤكد أنهم شخصيات شديدة الانفعال وكثيرة التقلبات ومتشددة في الرأي، ومن النادر أن يكتشف «المعقد» نفسه لأنه في العادة ينظر للأمور من زاوية واحدة ضيقة، وفي الغالب لا يكتشف نفسه، وإذا كان شخصا مثقفا قد يساعده ذلك على التخلص من عقدته، أو إذا كان لديه صديق مقرب قد يستمع لرأيه ويؤثر فيه، فخير ما انصحك به هو التفاهم معه بأسلوب محبب على ضرورة ان تكون العلاقة بينكما اكثر انفتاحا وانسجاما.. قال سبحانه وتعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، وعليكِ بالصبر على تحمل تبعات شخصيته المعقدة، وفي حالة عدم استطاعتك على كل ذلك فإن الأمر بيدك.