حلم أي فتاة.. إكمال نصف الدين وربح فارس حياة يشاركها المسيرة الطويلة، فارس أحلام يحميها ويقاسم معها الحلو والمر.. فارس الأحلام شيء في الخيال فهناك من تتعلق بشخصية فرضية ومن تتعلق بفارس تلفزيوني شهير، ممثل أو مطرب أو لاعب كرة.. تتغير الأحلام مع نضوج شخصية الفتاة ولكن يظل حلمها في شريك حياتها قائما بمواصفات محددة.. والسؤال: هل تحظى كل فتاة بشريك حياتها كما ظلت تحلم.. دعونا نعيش تجربة فتحية لتحكي لنا قصتها وهي تبتدر الحوار: ظللت أحلم بشريك حياة متعلم وذي خلق وتكون أفكارنا متقاربة مع حوار هادئ مشترك وتفاهم على أعلى مستوى.. حلمت بفارس حياة صاحب شهادة معتبرة لا تقل عن الدكتوراة.. لم يكن حلمي هكذا منذ صغري وعندما دخلت المرحلة المتوسطة تغيرت مواصفاتي وليس كل ما يتمنى المرء يدركه. • لماذا ذكرتي هذا المثال تحديدا؟ لأن حلمي في شريك حياتي لم يتحقق.. مع أن حلمي بالارتباط برجل فاضل تحقق فعلا. يكبرني ب12 سنة • وما الذي منع حلمك من أن يتحقق؟ والدي، فعندما وصلت إلى الصف الأول ثانوي تقدم لي شخص يكبرني ب12 سنة يحمل شهادة المتوسطة بعد أن توقف عن التعليم بسبب وفاة والده، فهو أكبر إخوته.. فكان عليه أن يبقى المعيل لهم فاضطر إلى ترك الدراسة وتوظف في شركة في موقع متواضع لكنه بدأ في امتهان أعمال حرة مع عمله الأساسي في الشركة. وحسب ما عرف عنه والدي فإنه رجل ذو أخلاق فاضلة ومع ذلك لم يكن هو حلمي وطموحي فرفضت وأنا أحلم بفارس أحلام متعلم فكيف لي الارتباط برجل لا يحمل غير الشهادة المتوسطة. عقد القران.. ولكن ! • حسنا.. رفضتِ الفكرة فما كان موقف والدك؟ قال لي إن الرجل لا يعيبه شيء والتعليم ليس أساس حياة ناجحة والزواج ستر للفتاة. وبصراحة رفضت هذا المبدأ فهل كل فتاة لم تتزوج غير مستورة؟ للأسف فإن هناك كثير من الأمثال والمعتقدات مغلوطة ويجب أن لا تكرر على ألسنة الناس فواصلت رفضي الحاد وتمسكت بموقفي فهددني بحرماني من الدراسة. • وكيف واجهتي ردة فعله لرفضك؟ لم يكن أمامي بد غير الموافقة والرضوخ لأوامره، والتهديد من والدي قابله شرط مني، قلت لوالدي إذا وافقت وتزوجت من هذا الرجل سوف أشترط عليه استكمال مسيرتي التعليمية إلى خط النهاية فوافق على شرطي وتم عقد القران وبعد ذلك كانت المفاجاة المذهلة !. الصمت في زمن الكلام • وما هي المفاجأة؟ لم تكن مفاجأة فحسب بل كانت صدمة عنيفة عشتها فقد تحدثت مع زوج المستقبل عن إكمال تعليمي وشرطي المكتوب في العقد، فأخبرني بأن والدي لم يشترط أيا من الشروط غير سداد المهر ولم يكتب في العقد شرط إكمال تعليمي فثرت في وجهه وارتفع صوتي عاليا عليه وتركته في الغرفة وحيدا وخرجت.. توقعت أن يشكوني إلى والدي ويروي له ما حدث مني.. ظللت أترقب ردة فعله عن بعد فخرجت من المنزل وعدت بعد ثلاث ساعات ولما عدت لم أجده فقد غادر قبل وصولي. • ألم يفكر مطلقا بمصارحة والدك بما حدث منك تجاهه؟ كنت أترقب هاتف والدي كلما رن.. ظللت على يقين تام بأنه سيخبر والدي بما جرى وما حدث مني ولكن والدي لم يخبرني بشيء فهذا ليس من طبعه، ليس من طبعه الصمت على مواقف مثل هذه لو علم لوبخني وقسا علي بشدة وهذا ما لم يحدث. تردد في البداية • وماذا حدث بعد هذه الخطوة المفاجئة؟ تركني خطيبي لمدة ثلاثة أيام ثم بادر وهاتفني على جوالي الذي جلبه لي في أول زيارة ولم أجب على الاتصال واستمر في المهاتفة ولم أجب ومر على محاولاته أسبوع كامل وأنا مصرة على عدم الرد على اتصالاته ثم أرسل لي رسالة كتب فيها (لا تحل الأمور بهذه الطريقة والشرط لا يلزم من لا يريد وحياتنا أحددها أنا وأنت لا والدلك). • وهل أجبتي عليه بعد هذه المحاولات الكثيرة؟ بصراحة ترددت في البداية وقلت ربما كانت كذبة منه ليتم الزواج، لكني فكرت في موقفه كيف لا يصارح والدي وتحمل تجاهلي له لمدة أسبوع كامل فبادرت بالاتصال الهاتفي به وتوقعت أن يعاتبني عما حدث مني، لكنه لم يتطرق للموضوع لا من بعيد أو قريب وكأن الموقف الذي حدث لم يحدث بل تحدث عن موضوع دراستي وهل هي رغبتي أم أن والدي هو من أجبرني عليها فأخبرته أنها رغبتي الأكيدة فقال لي وما المانع في ذلك أكملي دراستك إلى حين تشعرين بعدم الرغبة في ذلك توقفي فقلت له أريد أن أكمل الجامعه فرد وقال وما المانع في ذلك أكملي إلى أي مرحلة تريدينها. • وهل كان صادقا في ذلك؟ شعرت في البداية بتأرجح موقفه هل أصدق أم أكذب، ولكن مع الوقت وزيارته لي كنت ألمس مدى حنانه وكرمه معي يغمرني بالهدايا بشكل مستمر ويعاملني بلطف فسألته ألن تحرج بأن زوجتك تحمل الدكتوراة وأنت تحمل شهادة المتوسطة فضحك وقال نجاح زوجتي هو نجاحي وإن تحقق حلم حرمت منه فهذا يسعدني.. ظننت أنه يمزح ولكن بعد الزواج استمر كما هو الحال بل أفضل وتخرجت من الثانوية وأنا الآن في المستوى الرابع (لغة إنجليزية) ويوما بعد يوم يزيد حبي واحترامي له فأصبحت على يقين بأن الشهادة أو المال أو الأسرة الراقية لا تصنع رجلا إنما الرجولة إحساس يولد به الفرد ولا تصنعها الظروف المحيطة به.