* إن أي طرح لا ينشد الفضيلة، والصالح العام، ويعيد هيبة العدالة وسطوتها في ملاعبنا، إنما هو يساهم في نثر ما تبقى من دم التحكيم. * لن تجد كلمة حق، ولا رؤية صادقة، ولا كلمة هادفة في هذا الموج، أو قل الغث الرياضي، فجميعهم يولولون حسب لونهم، شاكين وباكين من أخطاء التحكيم علنا، أما في قرارات أنفسهم، فالفرحة تشق أجسادهم. * بات النصر شقيقا للهلال في رعاية التحكيم هذا الموسم، إذ ظل الهلال صاحب الامتياز الأول لمواسم عدة سابقة، جيرت له بطولات، وزينت صدورهم أوسمة بهدايا التحكيم، ذاك لأن سطوته كانت متفردة بكل اللجان، والتحكيم أولها. * في مواسم سابقة صعد الهلال للمنصات، بلمسة يد، وبطء صافرة، وتغيير فاول، واحتساب بلنتيات ولا في الخيال، بل وصل الأمر لتغيير حكم لقائهم بعد منتصف الليل.ذاك كله معروف ومدون، وإن حاولوا كتابة التاريخ بأنفسهم، لكن الشواهد ثابتة. * هذا الموسم وفي قراءة لإرهاصات بدايته، كتبت إن للنصر شأنا هذا الموسم، أو كلمة، وقلت: لو كان له من الأمر شيئا لم يبكِ حين تصدر بعد كل هذا الصبر الطويل مع المعاناة، والذي جاء به هذا الموسم كدهشة نظر، كل الأتربة المتصاعدة خلفه تقول إنه نتاج جموح (ركب) حسب مواصفات التدقيق قبل الاختيار بجودتها، أسماء نخبوية، الغياب لا يضر، الحضور طاغ، نور يشاهد اللقاء عبر التلفزيون، فيما يثري الشهري المسافة طربا أو شراحيلي، باتت دكة احتياط النصر هي رهان الكسب، بل تفاصيل اللحظة، عندما تتوقف إحدى الرئتين عن استقبال الأوكسجين، يظهر الراهب أو الجيزاوي، أو إلتون، أو القادم الجديد العمدة، ليعيد تدوير الهواء النقي في جسده.. * النصر هنا، جهد لابد أن يقدر. * هذه الإمكانات وجدت التوظيف الأمثل في لقاءات، والأنسب في نزالات أخرى، بل وصلت لدرجة الرفاهية والتدوير بكل ثقة من مدربهم (كارينيو) كما أن الحضور الإداري والعامل النفسي بات هو الآخر طاغيا لدرجة التشبع. * الهلال والنصر، رهان الموسم، عودة النصر و(حظوته التحكيمية) جعلت الصخب يرتفع حد التناقض. * المشهد الرياضي هذا الموسم بات أكثر يقينا وتيقنا بأن التحكيم وبقراراته التعسفية زف الفريقين إلى سلم الترتيب. * لن أجامل هنا أو هناك، حينما أقول ومعي جل المشهد الرياضي، إن التحكيم هذا الموسم عصف بكل النزالات، ووزع النقاط، ووسع الفوارق، بل إن هذا الموسم سيكون الأعلى في التندر والسخرية والتعليقات، ولا أعرف ما هو الشعار المناسب لهذا الموسم لكثرتها، هل موسم (الكبس)، أو لعبة الطائرة، أو تنصتات أجهزة الحكام، لكن المؤكد أن هناك عبثا يسري في نزالات هذا الموسم، حتى أصبح مشهد ختام كل لقاء التجمع ومحاولة التعدي على الحكام. * فلم يعد التحكيم أو تكليف الحكام حسب الكفاءة، أو على ضوء التقييم ودرجات التميز، بل تكريس أسماء معينة، لأندية بعينها، وهو ما يجعل الظن يتمدد لدرجة سقف الحقيقة. * في جوائز الأوسكار، يتم توزيع الاستحقاقات نهاية الموسم، بحسب جودة الممثلين وحبكة الأفلام، هذا الموسم في مسابقتنا، سيكون أول غنائمه السبت القادم، من سيخسره، سيعوض بإحدى البطولتين، هكذا السيناريو المعد. * التحكيم لم يعد خلل أفراد، أو سوء تقدير، بل منظومة أخطاء، إذ لا يعقل أن يتم توقيف (15) حكما حتى اللحظة، فهذا يعني أن هناك أزمة ثقة، واختلال ضمير. *** * في لقاء الأهلي والاتحاد، عزف الملكي عزفا راقيا في الشوط الأول، لم يستمتع به المدرج المجنون منذ سنوات، (الداهية بيريرا) عصف بهذا العزف الراقي، بنشاز التغيير، بالرغم من أن الشوط الثاني عادة ما يكون شوط مدربين .. إصابته مساء أمس الأول كأول حالة يسمع بها في المشهد الرياضي، قد تعيد له توازنه الفكري.