لفت كتاب «ياباني في مكة» أنظار زائري الجناح السعودي في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو من تأليف تاكيشي سوزوكي، وترجمة الدكتور سمير عبدالحميد إبراهيم، وسارة تاكاشي، وصدر عن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. سوزوكي يحكي، في كتابه، رحلته إلي الحج لأول مرة، وأنه ظل أكثر من 30 يوما على «الباخرة» التي استقلها من ميناء «كوبه» الياباني حتى ميناء السويس في مصر. ودخل سوزوكي الإسلام وأراد أن يؤدى فريضة الحج، ونظرا لعدم وجود تمثيل سعودي في اليابان آنذاك، فقد تعين عليه أن يحصل على تأشيرة الدخول إلى المملكة من مصر، وأن ينضم إلى الحجاج المسافرين من السويس إلى الأراضي المقدسة. هذه الرحلة التي قام بها سوزوكي عام 1938م، وحكي في كتابه الذي جاء في 285 صفحة من القطع المتوسط تفاصيل رحلته، وحسن استقبال من قبل المسؤولين السعوديين، مشيدا بكرم وأخلاق مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز رحمه الله، حيث كتب عنه فصلا كاملا عن حياته ومواقفه الإنسانية. من جانب آخر، أكد الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أن الفاشية المتسترة بالدين لا تقل بشاعة عن الفاشية العسكرية، وقال إن الإخوان جاءوا في ظل المجلس العسكري ولا فرق بين الفاشيتين، ملمحا إلى أننا نستعيد معرض الكتاب بعد عام من حكمهم، ونستأنف النشاط الثقافي على هذا النحو الذي يليق بثقافة قادرة على المراجعة والتواصل والنقد. وحول العام الذي مضى في ظل حكم الإخوان في مصر، وهل تأثرت الهوية المصرية بتلك الفترة، قال حجازي: أظن أنهم لم يستطيعوا أن يغيروا الهوية المصرية، ربما استطاعوا أن يلفقوا دستورا كالذي لفقوه في 2012م، هم ينكرون تاريخ مصر، وينكرون مصر كلها، لأنهم ينكرون فكرة الوطن، وقد قال حسن البنا: «حدود الوطنية ليست بالأرض بل بالعقيدة». وحول المحور الرئيس للأنشطة الثقافية للمعرض «الثقافة والهوية»، قال حجازي: الثقافة هي الهوية، والهوية هي الثقافة، الهوية تدل على الشخصية القومية التي تشكلت من خلال عناصر متعددة، مضيفا: «الثقافة ليست ما يكتبه المفكرون والشعراء والروائيون، ولكن هي ما يصنعه البسطاء أيضا، وأن الهوية فعل تاريخي طويل، كينونة، وجود، تكونت عبر عصور وأجيال ممتدة، نعرف بعضها، ونجهل بعضها الآخر، وبتعبير آخر: الهوية هي الروح، وكما يقول سارتر: التاريخ يسير سيرورة لا يدركها التاريخ نفسه، الهوية الوطنية».