مبروك للمنتخب الأولمبي العراقي الشقيق كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية، ومبروك لمنتخبنا الأولمبي هذا التألق اللافت الذي حققته مواهب شابة تعدنا بجيل قادم من اللاعبين المبدعين، ولكن ما يؤسف له أن الأمر الذي أثار اهتمام وسائل الإعلام ليس المواهب الكروية في البلدين الشقيقين، بل وصف إحدى الصحف العراقية بأنه منتخب داعش!.. لتكشف عن رداءة الحال التي وصلت لها بعض القوى الطائفية في بلاد الرافدين التي وصلت عمائمها المستوردة حتى كرة القدم، ولعلكم تتذكرون ذلك المعلق الرياضي في كأس الخليج الذي غضب من حكم سعودي بعد هزيمة العراق فبدأ بالنواح الطائفي المثير للضحك!. ما هذا العراق الجديد العجيب؟، وهل تلام دول الخليج على قرار نقل بطولة الخليج التي كان مقررا إقامتها في البصرة، بعد أن ألبس بعض العراقيين كرة القدم عمامة مهربة من الجيران!، حتى الإيرانيون لم يلبسوا كرة القدم هذه العمامة رغم الحماسة الكبيرة التي تصاحب مباريات منتخبهم مع المنتخب السعودي؛ لأنهم يعلمون أن المسألة أبسط من ذلك بكثير.. إنها مجرد مباراة كرة قدم.. وهكذا هي كرة القدم فوز وخسارة، وقد فاز منتخبنا الأول مرتين على شقيقه العراقي في تصفيات كأس آسيا قبل أشهر، وهذا هو الأهم بالنسبة لنا من الناحية الكروية، كما الأخضر الكبير قدم مساعدة عربية أصيلة لشقيقه العراقي حين أطاح بالتنين الصيني في قلب بكين دون أن يكون محتاجا لذلك.. يومها بدا الأخضر في بكين وكأنه يقول لأسود الرافدين: (فرصتكم.. التحقوا بنا)!. أما من الناحية الكروية العراقية، فإن الواقع المرير يقول بأن المنتخب العراقي لا يستطيع أن يخوض أي مباراة على أرضه وبين جماهيره؛ لذلك دائما ما ينسق مع الفيفا للحصول على (أرض بديلة) في الأردن أو قطر أو عمان.. وكل هذا بالطبع بسبب الظروف الأمنية.. التي لا أظنها سوف تتحسن ما دامت الطائفية قد وصلت حتى كرة القدم!، تخيل أن تمسك بكرة وتسألها: (أيتها المنفوخة المكفوخة.. ما هو مذهبك؟!). وبعكس الجماهير السعودية التي كانت مشغولة حد الجنون بالدوري المحلي الساخن ولم تبد اهتماما جديا بمباريات المنتخب الأولمبي، حظيت المباراة النهائية باهتمام على أعلى المستويات في العراق، حيث أجرى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتصالا (مصورا) مع مدرب المنتخب العراقي ولاعبيه يحثهم فيها على الفوز، وقد تخلل الاتصال خطب عصماء من المدرب واللاعبين ركزت على خوض هذه المباراة بروح قتالية تستلهم إصرارها من حملات المالكي على داعش والإرهابيين!، ولكن المدرب هداه الله أخطأ أثناء حديثه الحماسي، وقال: (وإن شاء الله العراق يعود لسابق عهده)، فبدا وكأن المالكي أصيب بصعقة كهربائية فتدخل فورا لتصحيح العبارة المرعبة، لا شك أنه تذكر صدام حسين.. وحمد الله على وجود شيء اسمه أمريكا!، المجد لأمريكا والموت لأمريكا.. عبارتان تلتقيان في ملامح وجه واحد!. على أية حال، لا أعلم كيف يصح وصف المنتخب السعودي الأولمبي بمنتخب داعش؟!، فداعش عراقية الأصل والمنشأ حتى لو التحق بها سعوديون وليبيون وأردنيون وشيشان، هذه هي الحقيقة، فداعش ولدت وترعرعت وتفجرت في العراق، والاسم الأصلي لهذا التنظيم: (دولة العراق الإسلامية)، وقد تزايد شرها في العراق الشقيق بسبب سياسات حكومة المالكي الطائفية، أما في ديارنا، فمن فضل الله ونعمه علينا، فإنه لا داعش ولا أم داعش يمكن أن (توطوط) في ديارنا؛ لذلك من الأفضل أن يكون اسم (داعش) خاصا بالمنتخب العراقي وليس السعودي، وإذا كانت بعض الصحف العراقية مضطرة لخلط الطائفية بكرة القدم، فلتبعد منتخبنا عن هذا الموضوع وسنكون لها من الشاكرين، ولتسمِّ منتخبها: (لافع).. اختصار لتنظيم لواء أبو الفضل العباس!. [email protected]